للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غدرت بأمر كنت أنت دعوتنا ... إليه وبئس الشيمة الغدر بالعهد

وقد يترك الغدر الفتى وطعامه ... إذ هو أمسى حلية من دم الفصد

يقول: لقد غدرت بعهد كنت أنت الذي دعا إليه، وبئس - لعمري - شيمة الغدر بالعهد من شيمة، فقد يترفع عنها أفقر الناس، وأقلهم شأنا، فكيف يغدر بالعهد ملك عظيم كعمرو بن هند؟

والشاهد هنا: تنكير (حلبة) التي وقعت خبرا عن (طعامه) لبيان أنه شيء تافه وحقير.

هذا إلى ما تفيده صيغة " فعلة " الدالة علي المرة من إفادة معنى القلة.

وقد يؤتي بالمسند مقيداً بوصف أو إضافة لتكون الفائدة أتم وأكمل لأن المعنى كلما زاد خصوصا كان أتم فائدة، وذلك كقولك: على غنى بخيل وقولك: عمرو قارئ قصص، فقد أتيت بالمسند النكرة موصوفا في الأول ومضافاً في الثاني لزيادة الفائدة بأن عليا غني ولكنه بخيل، وأن عمرا قارئ ولكنه قارئ قصص فحسب.

ومن تخصيص المسند النكرة بالوصف: قول قيس بن الخطيم - بعد أن أخذ بثأر أبيه وجده (١)

وكنت أمراً لا أسمع الدهر سبة ... أسب بها إلا كشفت غطاءها.

والبيت من قصيدة يذكر فيها أنه قد أخذ بثأر أبيه وجده، وقد كان قيس أبداً شديد الساعدين فنازع يوما في من فتيان بني ظفر، فقال له ذلك الفتى: "والله لو جعلت شدة ساعديك علي قاتل أبيك وجدك لكان


(١) ديوان الحماسة ١/ ٦١

<<  <   >  >>