أحدهما: أنه يُراد به آدمُ عليه السلام، وأيَّدوه بقوله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: ١١٥]. والثاني: أن يُراد به التاركُ للوقوف بمزدلفة، وهم جَمْعُ الناس، فيكون المرادُ بالناسي جنسَ الناسين. وعن سعيد بن جبير أيضا أنه قرأ: (الناسِ) بكسر السين من غير ياء، وقد ذكر هذا عنه: أبو العباس المهدوي. وهي قراءة شاذة. قال الإمام ابن عطية في " المحرر الوجيز " (١/ ٢٧٦): " ويجوزُ عند بعضِهم حذفُ الياءِ، فيقول: الناسِ كالقاضِ والهادِ، قال [أي الإمام ابن عطية]: أمّا جوازُه في العربية فذكره سيبويه، وأمّا جوازُه قراءَةً فلا أحفظه." قال الإمام أبو حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٠٤) تعقيبا على قول الإمام ابن عطية «أَمَّا جَوَازُهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ فَذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ»: " ظَاهِرُ كَلَامِ ابْنِ عَطِيَّةَ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ مُطْلَقًا، ولم يُجِزْه سيبويه إلا في الشعر، وأجازه الفراء في الكلامِ، وأمّا قوله: «وَأَمَّا جوازه مقروءا به لم أحفظْه» فَكَوْنُهُ لَا يَحْفَظُهُ قَدْ حَفِظَهُ غَيْرُهُ. " ينظر: معاني القرآن (١/ ١٤١) [لأبي جعفر النحاس ت: ٣٣٨ هـ، تحقيق: محمد علي الصابوني، الناشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة، ط: الأولى، ١٤٠٩ م]، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات (١/ ١١٩) [لأبي الفتح عثمان بن جني ت: ٣٩٢ هـ، الناشر: وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ط: ١٤٢٠ هـ- ١٩٩٩ م]، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٣٢)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٦٤) [لأبي البقاء العكبري ت: ٦١٦ هـ، تحقيق: علي محمد البجاوي، عيسى البابي الحلبي]، تفسير القرطبي (٢/ ٤٢٨)، الدر المصون (٢/ ٣٣٥). (٢) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / ب). (٣) حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٢/ ٢٩٢). (٤) حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي (٢/ ٣٩٧).