إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فلقد من الله عليّ بالدراسة في قسم التفسير وعلوم القرآن، في جامعة الأزهر، هذا القسم الجليل في هذه الجامعة العريقة، ولما أنهيت الدراسة بمرحلة الدراسات العليا، وكنت بصدد اختيار موضوع لتسجيل مرحلة الماجستير، تمنيت لو أن الله يسر لي موضوعا له علاقة بتفسير الإمام أبي السعود، هذا التفسير النحوي البلاغي القيم، الذي لم يظفر بكثرة الشروح والحواشي كغيره من التفاسير. فعلمت أن هناك مخطوطا هو حاشية على هذا التفسير الجليل، قد اشترك في تحقيقه عدد من الزملاء الأفاضل والزميلات الفضليات، ثم وفقني الله تعالى في الاشتراك معهم، فكان الجزء المحدد لي من أول قوله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}، الآية: ١٩٩، من سورة البقرة، إلى قوله تعالى:{وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، الآية: ٢١٧، من سورة البقرة أيضا، حيث يقع في (٤٩) لوحة، أي ما يقارب (٩٨) صفحة من الحجم الوسط.