(٢) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤). (٣) الصحاح تاج اللغة، للجوهري (٣/ ١١٩٩). (٤) يكثر حذف المتعلق في القرآن لغرض التعميم: وذلك أن الفعل وما هو في معناه متى قُيِّد بشيء تقيد به، فإذا أطلقه الله تعالى، وحذف المتعلق كان القصد من ذلك التعميم، ويكون الحذف هنا أحسن وأفيد كثيراً من التصريح بالمتعلقات، وأجمع للمعاني النافعة. ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى في عدة آيات {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥١، ١٥٢، ١٥٣]، بدون ذكر المتعلق؛ ليعم كل معنى مناسب له يصح تعلقه به. ينظر: القواعد الحسان لتفسير القرآن (١/ ٤٣) [لعبد الرحمن بن آل سعدي ت: ١٣٧٦ هـ، مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م]. وهنا يصح تقدير متعلق {اتَّقَى} بتقديرات كثيرة منها: لِمَنْ كَانَ مُتَّقِيًا للذَّنْبِ قَبْلَ حَجِّهِ؛ حيث إن الفعل جاء بِلَفْظِ الْمَاضِي. وَقِيلَ: اتَّقَى جَمِيعَ الْمَحْظُورَاتِ حَالَ اشتغاله بالحج، قاله قَتَادَةُ، وَأَبُو صَالِحٍ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَنِ اتَّقَى فِي الْإِحْرَامِ الرَّفَثَ وَالْفُسُوقَ وَالْجِدَالَ. وَقَالَ الْمَاتُرِيدِيُّ: لِمَنِ اتَّقَى قَتْلَ الصَّيْدِ فِي الْإِحْرَامِ. وَقِيلَ: يُرَادُ بِهِ الْمُسْتَقْبَلُ، أَيْ: لِمَنْ يَتَّقِي اللَّهَ فِي بَاقِي عُمُرِهِ. لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ، وَكَذَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ. ينظر: الكشف والبيان (٢/ ١١٩)، المحرر الوجيز (١/ ٢٧٨)، زاد المسير (١/ ١٦٩)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٤).