للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[- مكانته العلمية]

* هو عالم فاضل، خاتمة الفقهاء الشافعية بالديارين الشامية والمصرية، استمر مشتغلا بعد انقضاء مشايخه بتدريس الكتب صغيرها وكبيرها، وانتهت إليه الرياسة في التدريس، فكان درسه يجمع بين الأحفاد والأجداد.

* ولما شهر أمره، وعلا ذكره، وأقر له العارفون بالفضل نصب للخطابة على منبر الجامع الأزهر، فتولي أمر الخطبة مدة تزيد عن عشرين سنة، ولم يقطعه عنها إلا لزومه بيته.

* وقد تأهل لمشيخة الإسلام في الأزهر بشهادة العلماء الأعلام، غير أن الحظ قدم غيره عليه، وجعل أمر مشيخة الأزهر إلى غيره.

* وكان نبها في محاضرة العلماء، خبيرا بعلمي المعقول والمنقول، لاسيما المعاني والبيان، وكان طلق اللسان، مهابا عند الوزراء والأمراء، فحين قدم السلطان العثماني إلى مصر سنة ١٢٨١ هـ، كان هو الخطيب بحضرته في جامع القلعة (١) بمصر، فكان يتكلم بدرر المواعظ من غير ارتجاج ولا ذهول.

* وعندما قدم مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، خطب بالمسجد الحرام، وشهد له أهل الحرم بطلاقة لفظه. (٢)

* * * * * * * * * *


(١) هي قلعة القاهرة، ويقال لها أيضا: قلعة الجبل، وهي لا تزال قائمة بأسوارها العالية على قطعة عالية منفصلة عن جبل المقطم شرقي القاهرة.
(٢) ينظر: الخطط التوفيقية (١٢/ ١٨)، نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر في تراجم رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر (١/ ٤٥ - ٤٦) [لأحمد بن محمد الحضراوي المكي ت: ١٣٢٧ هـ، تحقيق: محمد المصري، دار إحياء التراث العربي: ١٩٩٦ م]، حلية البشر (١/ ٣٠)، مرآة العصر (١/ ٢٣٣)، معجم المطبوعات (٢/ ١٠٣٠)، أسانيد المصريين (٢١١).

<<  <   >  >>