للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {كَافَّةً} حال من الضمير في {ادْخُلُوا}، أو من {السِّلْمِ}، أو منهما معاً، كما في قولِهِ: خرجتُ بها تمشي تجرُّ وراءَنا ... على أَثَريْنا ذيلَ مِرْطٍ مُرَجَّل

ــ

ولعله لذلك قال المفسر: " وقيل: الإسلام." (١) فالضعف من حيث إفادة أنه معنى أصلي (٢)."أهـ

" وترك (ق) فتح السين واللام (٣)؛ لعدم كونه قراءة مشهورة.

وقوله: (ولذلك يطلق في الصلح إلخ) فإن فيه انقياد كل من المتخاصمين إلى الآخر، وكذلك الإسلام: انقياد لجميع ما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم)." (٤) (ع)

وفي (ز):

" استشهادا على أنه الإسلام قال الشاعر:

شرائع السلم قد بانت معالمها ... فلا يرى الكفر إلا من به ضلل " (٥)

(حال من الضمير) " أي: الفاعل في {ادْخُلُوا} أي: ادخلوا في السلم جميعا، وهي حال تؤكد معنى العموم في الجمع، أو من السلم، أي: في السلم حال كونه جميعا، أي: لا تدخلوا في طاعة دون طاعة." (٦) أهـ (ز)


(١) تفسير أبي السعود (١/ ٣٧٢).
(٢) يشرح شيخنا السقا قول الإمام البيضاوي: بأن السلم أصل في الاستسلام والطاعة، ومتفرع عليه إطلاقه على الإسلام والصلح، أي: على سبيل المجاز، ثم يقول لعل الإمام أبا السعود من أجل ذلك قال: " وقيل: الإسلام " بصيغة التضعيف، أي يضعف أن يكون ذلك معنى أصليا.
(٣) أي: قراءة الأعمش.
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٨ / أ - ب).
(٥) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٢).
البيت من البسيط، والسلم فيه يروي بفتح السين وكسرها، وأيا ما كان فهو بمعنى الإسلام؛ لأنه قابله بالكفر، إلا أن الفتح فيما هو بمعنى الإسلام قليل.
وقد رُوي البيت بلفظ " خبل " بدلا من ضلل، ولم أقف على قائله، ولم أجده إلا فيما نقله المفسرون في بيانهم لمعنى السلم في تفسيرهم لهذه الآية. ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣١٨)، الدر المصون (٢/ ٣٥٩)، اللباب في علوم الكتاب (٣/ ٤٧٤).
(٦) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٢ - ٥٠٣) بتصرف.
ينظر: زاد المسير (١/ ١٧٤)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٦٨)، تفسير القرطبي (٣/ ٢٣)، تفسير الآلوسي (١/ ٤٩٢).
قال الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب " (٥/ ٣٥٣): " قَالَ الْقَفَّالُ: كَافَّةً يَصِحُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْمَأْمُورِينَ بِالدُّخُولِ، أَيِ: ادْخُلُوا بِأَجْمَعِكُمْ فِي السِّلْمِ. وَلَا تَفَرَّقُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا، قَالَ قُطْرُبٌ: تَقُولُ الْعَرَبُ: رَأَيْتُ الْقَوْمَ كَافَّةً وَكَافِّينَ، وَرَأَيْتُ النِّسْوَةَ كَافَّاتٍ، وَيَصْلُحُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْإِسْلَامِ، أَيِ: ادْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ كُلِّهِ، أَيْ: فِي كُلِّ شَرَائِعِهِ، قَالَ الْوَاحِدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: هَذَا أَلْيَقُ بِظَاهِرِ التَّفْسِيرِ؛ لِأَنَّهُمْ أُمِرُوا بِالْقِيَامِ بِهَا كُلِّهَا."=

<<  <   >  >>