(٢) يَطَّرِد جمع المؤنث السالم في صفات المذكرات التي لا تعقل كما في هذه الآية وغيرها نحو: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [البقرة: ١٩٧]، {وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} [سبأ: ١٣]، {رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ} [المرسلات: ٢٧]. ينظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٢٠٤)، المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف (١/ ٣٣) [لعبد الله بن يوسف العنزي، مؤسَسَة الريَّان، بيروت - لبنان، ط: الثالثة، ١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م]، فتح رب البرية بشرح نظم الآجرومية (١/ ١٢٩). وقد قال السمين الحلبي في " الدر المصون " (٢/ ٣٤٣): " قوله تعالى: {مَّعْدُودَاتٍ}: صفة لأيام، وقد تقدَّم أن صفةَ ما لا يعقل يَطَّرِد جَمْعُها بالألفِ والتاءِ. وقد طَوَّل أبو البقاء هنا بسؤال وجواب [ينظر: التبيان (١/ ١٦٥) وذكره السمين الحلبي - وهو نفس السؤال الذي ذكره الشهاب في حاشيته- ثم قال: ] وفي هذا السؤالِ والجوابِ تطويلٌ من غيرِ فائدةٍ." وقد ذكر الإمام الآلوسي هذا السؤال والرد عليه في " روح المعاني " (١/ ٤٨٩) ثم قال: " ولا يخفى ما فيه." أي: من التكلف. وقد قال الإمام الزجاج في " معاني القرآن وإعرابه " (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦) ما ملخصه: " {مَّعْدُودَاتٍ} يستعمل كثيراً في اللغة: للشيءِ القليل، وكل عدد قل أو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة؛ لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء، نحو دريْهمَات وجماعات." (٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٣).