" في جهنم قولان: قال يونس - شيخ سيبويه - وأكثر النحويين: جهنم: اسم للنار التي يعذب الله بها في الآخرة. وهي أعجمية، لا تجري - أي لا تنصرف - للتعريف والعُجْمة. وقال آخرون: جهنم اسم عربي، سميت نار الآخرة به لبعد قعرها. وإنما لم تَجْرِ لثقل التعريف وثقل التأنيث. قال قطرب: حُكِي لنا عن رؤبة أنّه قال: ركِيّة جِهِنام، يريد: بعيدة القعر. " [تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط: الأولى، ١٤١٢ هـ -١٩٩٢]. وقال ذلك أيضا الأزهري في "تهذيب اللغة" (٦/ ٢٧٣)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (١/ ١٧٢)، والنووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (٣/ ٥٩) [دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان]. (٢) هكذا كتبت في حاشية السقا، ولكن الموجود في حاشية الشهاب: " فعنَّل"، وهو الأصح. قال السمين الحلبي في "الدر المصون" (٢/ ٣٥٦): " و «جهنَّمُ» اخَتَلَفَ الناسُ فيها، فقيل: هي أعجميةٌ وعُرِّبتْ ........ ، وقيل: بل هي عربيةُ الأصلِ، والقائلون بذلك اختلَفوا في نونِها: هل هي زائدةٌ أم أصليةٌ؟ فالصحيحُ أنها زائدةٌ ووزنُها «فَعَنَّل» مشتقةٌ من «رَكِيَّةٌ جَهْنام» أي: بعيدةُ القَعْر، وهي من الجَهْم وهو الكراهةُ، وقيل: بل نونُها أصليَّةٌ ووزنُها «فَعَلَّل» كعَدَبَّس، قال: لأن «فعنَّلاً» مفقودٌ في كلامِهم، وجعل «زَوْنَكاً» فَعَلَّلاً أيضاً، لأنَّ الواوَ أصلٌ في بناتِ الأربعةِ كوَرَنْتَل، لكنَّ الصحيحَ إثباتُ هذا البناءِ، وجاءَتْ منه ألفاظ، قالوا: «ضَفَنَّط» من الضَّفاطة وهي الضخامة، و «سَفَنَّج» و «هَجَنَّف» للظَّلِيم، والزَّوْنَك: القصير ... إلخ." ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣١٧)، التحرير والتنوير (٢/ ٢٧٢). (٣) كما سيأتي في كلام الإمام السيوطي القادم. (٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٥). (٥) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣). (٦) الصحاح تاج اللغة - مادة جهنم (٥/ ٨٩٢)، شمس العلوم - مادة جهنم (٢/ ١٢٠١).