وقال الإمام الطاهر بن عاشور في " التحرير والتنوير " (٢/ ٢٨٠): " وَفِي الْقُرْطُبِيِّ عَنْ «تَفْسِيرِ النَّقَّاشِ» نِسْبَةُ مِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ إِلَى كَعْبِ الْأَحْبَارِ، وَذَكَرَ الطِّيبِيُّ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ كُنْتُ أَقْرَأُ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ}، وَاللَّهُ غَفُور رَحِيم، وبجنبي أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: كَلَامُ مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: كَلَامُ اللَّهِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا كَلَامَ اللَّهِ. فانتبهت فَقَرَأت: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: ٣٨]، فَقَالَ: أَصَبْتَ هَذَا كَلَامُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ: يَا هَذَا عَزَّ فَحَكَمَ فَقَطَعَ، وَلَوْ غَفَرَ وَرَحِمَ لما قطع."(٢) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٤ - ٥٠٥). وينظر: مفاتيح الغيب (٥/ ٣٥٥).وقال الراغب الأصفهاني في " تفسيره " (١/ ٤٣٣): " وفي هذا تحذير لمن يبصر عن ركوب ذنب، فكأنه قيل: إذا أردتم ذنباً فاذكروا عز الله وحكمته، ففي العلم بعزه علم بقدرته على عقاب المذنب، وفي العلم بحكمته علم بأنه غير ظالم في عقابه، وفي العلم بهذين انزجار عن ارتكاب الذنب."
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute