(٢) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٥).(٣) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤١ / ب).(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٥).وينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٦٩)، البحر المحيط (٢/ ٣٥٥).(٥) وفي "التحرير والتنوير" (٢/ ٢٩٧): "وَقَوْلُهُ: {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ} أُرِيدَ مِنَ الَّذِينَ اتَّقَوْا: الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ سَخِرَ مِنْهُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ كَانُوا مُتَّقِينَ.وَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُقَالَ: (وَهُمْ فَوْقَهُمْ) لَكِنْ عَدَلَ عَنِ الْإِضْمَارِ إِلَى اسْمٍ ظَاهِرٍ؛ لِدَفْعِ إِيهَامِ أَنْ يَغْتَرَّ الْكَافِرُونَ بِأَنَّ الضَّمِيرَ عَائِدٌ إِلَيْهِمْ وَيُضَمُّوا إِلَيْهِ كَذِبًا وَتَلْفِيقًا، كَمَا فَعَلُوا حِينَ سَمِعُوا قَوْلَهُ تَعَالَى: {أَفَرَءَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: ١٩]، إِذْ سَجَدَ الْمُشْرِكُونَ وَزَعَمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا أَثْنَى عَلَى آلِهَتِهِمْ. فَعَدَلَ لِذَلِكَ عَنِ الْإِضْمَارِ إِلَى الْإِظْهَارِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالِاسْمِ الَّذِي سَبَقَ أَعنِي: (الَّذين ءامنوا)؛ لِقَصْدِ التَّنْبِيهِ عَلَى مَزِيَّةِ التَّقْوَى، وَكَوْنِهَا سَبَبًا عَظِيمًا فِي هَذِهِ الْفَوْقِيَّةِ، عَلَى عَادَةِ الْقُرْآنِ فِي انْتِهَازِ فُرَصِ الْهُدَى وَالْإِرْشَادِ لِيُفِيدَ فَضْلَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا، وَيُنَبِّهَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى وُجُوبِ التَّقْوَى لِتَكُونَ سَبَبَ تَفَوُّقِهِمْ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ غَيْرُ الْمُتَّقِينَ فَلَيْسَ مِنْ غَرَضِ الْقُرْآنِ أَنْ يَعْبَأَ بِذِكْرِ حَالِهِمْ لِيَكُونُوا دَوْمًا بَيْنَ شَدَّةِ الْخَوْفِ وَقَلِيلِ الرَّجَاءِ، وَهَذِهِ عَادَةُ الْقُرْآنِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ."
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute