شرح الجواب: أن الفاء في أصل معناها تدل على التعقيب من غير تراخ، وذلك يقتضي أن ما بعدها يترتب على ما قبلها من غير تراخ، وهنا ثلاثة أفعال: الفعل الأول: "اضرب". يترتب عليه من غير تراخ الفعل الثاني: "ضرب". ويترتب على "الأول" أيضا الفعل الثالث: "انفجر" ولكن بتراخ؛ لوجود حدث بينهما. من أجل ذلك دلت الفاء الموجودة على أن هناك فعلا مقدرا، معطوفا على الأول مترتبا عليه من غير تراخ، ليس هو ذلك الفعل المذكور (انفجر)؛ لعدم تحقق شرط التعقيب فيه. (٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / ب). (٣) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٥). (٤) قرأ عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب: (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث)، بزيادة الفعل اختلفوا على قراءة الجماعة. ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٧٥)، تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٣٧٦)، المحرر الوجيز (١/ ٢٨٦)، مفاتيح الغيب (٦/ ٣٧٢)، تفسير القرطبي (٣/ ٣١)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٧)، البحر المحيط (٢/ ٣٦٣)، تفسير ابن كثير (١/ ٥٦٩)، الدر المنثور (١/ ٥٨٢)، فتح القدير (١/ ٢٤٤). (٥) سورة: يونس، الآية: ١٩. (٦) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٥). (٧) أي: اكتفى الإمام البيضاوي بالدليل الأول وهو قوله: " لدلالة {فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} "، وترك الدليلين الأخيرين وهما: قراءة ابن مسعود وآية سورة يونس؛ لأن الأول كاف في كونه قرينة على المحذوف. (٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / ب).