وقد ذكر المفسرون في بيان المراد بـ (يوسف) في هذه الآية الكريمة، قولين ذكرهما الإمام الزمخشري في تفسيره «الْكَشَّافِ» (٤/ ١٦٦) حيث قال: " هُوَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-، وقيل: هو يُوسُفُ ابْنُ إبراهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَقَامَ فِيهِمْ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ سَنَةً." وقال أبو حيان في " البحر المحيط " (٩/ ٢٥٦): " وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ." عليهما السلام. (٢) العزيز: هو المذكور في قصة سيدنا يوسف - عليه السلام -، أنه هو الذي اشتراه، وكان مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: ٢١]، وَكان هُوَ عَزِيزَ مصر أي: الْوَزِيرُ بهَا، الذى الخزائن مسلمة إِلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ أَطْفِيرُ، بْنُ رُوحَيْبٍ. واختلف في إسلامه، ولم يذكر أحد من المفسرين قولا بنبوته. ينظر: تاريخ الرسل والملوك (١/ ٣٣٥)، البحر المحيط (٦/ ٢٥٥)، قصص الأنبياء، لابن كثير (١/ ٣١٧) (٣) عُزَيْر: هُوَ الْعَبْدُ الَّذِي أَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ، فهو المذكور في قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِ هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة: ٢٥٩]، هذا هو المشهور عِنْدَ كَثِيرٍ من السّلف وَالْخلف وَالله أعلم. واختلف في نبوته، وقيل: إن إسمه عُزَيْر بن جروة، وقيل: عُزَيْر بْن سوريق بن عديا، وقيل غير ذلك، وقد ذكر القرآن قول اليهود فيه، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: ٣٠]. ينظر: تفسير الطبري (٥/ ٤٣٩)، تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٥٠٢)، قصص الأنبياء، لابن كثير (٢/ ٣٣٨). وقد ذكر الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب " (٧/ ٢٧) بحثا مفصلا عن الاختلاف في نبوته، مدعما ذلك بالأدلة العقلية والنقلية. (٤) لقمان: كان رجلا صالحا، وَزَمَانُهُ مَا بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٌ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ -، وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: ١٢]، أي: الفقه والعقل والإصابة في القول من غير نبوّة. ينظر: تفسير الطبري (٢٠/ ١٣٤)، البحر المحيط (٨/ ٤١٢). (٥) تبع: هو اسم لكل ملك من ملوك حِميَر (في اليمن)، والمذكور في القرآن أحدهم، قال تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} [الدخان: ٣٧]، وقيل: إن إسمه أسعد أبو كريب، وكان رجلا صالحا، ذمّ الله قومَه ولم يذمه. وهو أول من كسا البيت، ومن الناس من يقول: أنَّه نبي، لأنَّ الله - تعالى- ذكره مع الأنبياء عند قصصهم، فقال تعالى: {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} [ق: ١٤]، وقد ذكر قوم كل نبي قبله. ينظر: تفسير الطبري (٢٢/ ٤٠)، خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة (١/ ١٣٣) [لنشوان الحميرى ت: ٥٧٣ هـ، تحقيق: علي المؤيد، دار العودة، بيروت، ط: الثانية، ١٩٧٨ م]، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (٤/ ١٦٥) [لد. جواد علي ت: ١٤٠٨ هـ، دار الساقي، ط: الرابعة ١٤٢٢ هـ/ ٢٠٠١ م]. وقد ذكر الإمام النيسابوري في تفسيره " غرائب القرآن" (٦/ ١٠٦) رواية: " أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا أدري تبع نبيا كان أم غير نبي.» " (٦) يقصد: السيدة مريم أم سيدنا عيسى عليهما السلام.