للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإنما ذكر {عَسَى}؛ لأن النفس إذا ارتاضت ينعكس الأمر عليها." (١) أهـ (ق)

كتب (ع):

" (وإنما ذكر {عَسَى}) الأول: للإشفاق، وهو قليل، والثاني: للترجي. (٢)

والجملتان أعني: {وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، {وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ} حالان عن النكرة (٣) (٤)، وهو قليل، (٥) ومع ذلك نص على جوازه (س~) (٦) (٧) مستندا به." (٨) أهـ


(١) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٦).
وينظر: روح المعاني (١/ ٥٠٢).
(٢) ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣٨٠)، الدر المصون (٢/ ٣٨٨)، روح المعاني (١/ ٥٠٢).
(٣) يقصد بالنكرة: كلمة {شَيْ‍ئًا} في الجملتين.
(٤) ينظر: الدر المصون (٢/ ٣٨٨)، روح المعاني (١/ ٥٠٢)، التحرير والتنوير (٢/ ٣٢١)، إعراب القرآن وبيانه (١/ ٣٢٠)، إعراب القرآن للدعاس (١/ ٩٠).
وجوز الإمام العكبري كونهما صفة أو حالا، حيث قال: " {وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}: جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِشَيْءٍ؛ وَسَاغَ دُخُولُ الْوَاوِ لَمَّا كَانَتْ صُورَةُ الْجُمْلَةِ هُنَا كَصُورَتِهَا إِذَا كَانَتْ حَالًا، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَالًا مِنَ النَّكِرَةِ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِيهِ." التبيان (١/ ١٧٣).
وذكر الإمام أبو حيان ذلك الرأي، ثم رده قائلا: " وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ الْوَاوَ فِي النُّعُوتِ إِنَّمَا تَكُونُ لِلْعَطْفِ فِي نَحْوِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ عَالِمٍ وَكَرِيمٍ، وَهُنَا لَمْ يَتَقَدَّمْ مَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ، وَدَعْوَى زِيَادَةِ الْوَاوِ بَعِيدَةٌ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ الْجُمْلَةُ صِفَةً." البحر المحيط (٢/ ٢٨٠).
(٥) أصل صاحب الحال أن يكون معرفة، ويأتي نكرة بمسوغ، ومن المسوغات: أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو؛ وذلك لأن وجود الواو في صدر جملة الحال يمنع توهم كون الجملة صفة؛ لأن النعت لا يفصل بينه وبين منعوته بالواو، نحو قوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: ٢٥٩].
ينظر: شرح التسهيل، لابن مالك (٢/ ٣٣٤)، شرح الأشموني (٢/ ١٤)، شرح التصريح (١/ ٥٨٧).
(٦) يقصد بهذا الرمز: سيبويه: وهو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب بـ (سيبويه)، المتوفى: ، ١٨٠ هـ، إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو. ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد، ففاقه. وصنف كتابه المسمى: «كتاب سيبويه» في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله. ورحل إلى بغداد، فناظر الكسائي. وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم. وعاد إلى الأهواز فتوفي بها، وقيل: وفاته وقبره بشيراز. وكانت في لسانه حبسة. و «سيبويه» بالفارسية: رائحة التفاح. توفي شابا.
ينظر: طبقات النحويين (١/ ٦٦)، وفيات الأعيان (٣/ ٤٦٣)، البلغة في تراجم أئمة النحو (١/ ٦٦).
(٧) ينظر: الكتاب، لسيبويه (٢/ ١٢٢ - ١٢٤).
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٥ / ب).

<<  <   >  >>