للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وفي (ع):

" (والخطاب لقريش) ظاهر كلامه أن ضمير {أَفِيضُوا} عبارة عن: قريش، حيث قال (١): (أمروا بأن يساووهم)، ويلزم منه بتر النظم؛ فإن الضمائر السابقة واللاحقة كلها عامة، عبارة عن من فرض الحج في الأشهر (٢). (٣)

فالصواب ما في الكشف: " أنه خطاب عام، والمقصود منه إبطال ما كان عليه قريش من الوقوف بجَمْع.

والمعنى: ثم أفيضوا أيها الحاج من مكان أفاض جنس الناس منه قديما وحديثا، وهو من عرفة لا من المزدلفة." (٤)

ولك أن تحمل عبارة المصنف (٥) على ذلك، بأن تقول: مراده أن المقصود من هذا الخطاب قريش؛ لأن هذا الحكم بالنسبة إليهم تأسيس (٦)، وبالنسبة إلى غيرهم تقرير (٧) على ما كانوا عليه من الوقوف بعرفة." (٨)


(١) أي القاضي البيضاوي في تفسيره.
(٢) لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ}، [البقرة: ١٩٧].
(٣) ينظر: روح المعاني (١/ ٤٨٥).
(٤) حاشية الكشف على الكشاف، لعمر بن عبد الرحمن (١/ ٣٨٦).
(٥) المراد بكلمة المصنف في حاشية الإمام عبد الحكيم: هو الإمام البيضاوي في تفسيره.
(٦) التأسيس: هو حمل الكلام على فائدة جديدة. ينظر: القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة (١/ ٣٨٧) [لد. محمد مصطفى الزحيلي. دار الفكر - دمشق، ط: الأولى، ١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م].
(٧) التقرير: هو إقرار الله بمعنى عدم نزول ما يخالف ذلك، وإقرار الرسول بمعنى أَنْ يَسْكُتَ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ إنْكَارِ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ قِيلَ، أَوْ فُعِلَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ فِي عَصْرِهِ، وَعَلِمَ بِهِ. فَذَلِكَ مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ فِعْلِهِ فِي كَوْنِهِ مُبَاحًا، إذْ لَا يُقِرُّ عَلَى بَاطِلٍ. ينظر: البحر المحيط في أصول الفقه (٦/ ٥٤) [لبدر الدين الزركشي ت: ٧٩٤ هـ، دار الكتبي، ط: الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م]، الشرح الكبير لمختصر الأصول (١/ ٣٩٨) [لأبي المنذر محمود بن محمد المنياوي، المكتبة الشاملة، مصر، ط: الأولى، ١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م].
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣١ / ب).

<<  <   >  >>