قلت:"للنَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: هل نَرَى رَبّنا"، وتلك الأَحَادِيث مَعَه؟ فقال: بَلَغَنِي أنَّه في كُتُب عَبْد الله بن مُوْسى، وقال لي: انْظر في كُتُب عَبْد الله بن مُوْسى؛ لعلك أن تَجِدَه. فأتيتُ مَنْزل عَبْد الله بن مُوْسى، فأُخْرِجَتْ إليَّ كُتُبه عن هُشَيْم، فَنَظَرْتُ فِيْهَا، ثم أتيتُ أبا عَبْد الله، فَقلتُ لَهُ: نَظَرتُ في كُتُب عَبْد الله بن مُوْسى صاحب هُشَيْم، فلم أَجِد الحَدِيث، ونَظَرْتُ في أَحَادِيث يَعْلى بن عَطاء، فَلَم أَجِدْهُ، وذاكَ أنِّي وَجَدْت أَحَادِيث يَعْلى في مَوْضِع واحدٍ فَلم يَكُن فيها".
وقال أَبُو بَكْر المَرُّوْذِي: قلت لأبي عَبْد الله - يعني: أَحْمَد بن حَنْبَل -: إنِّي سألتُ يَحْيَى عن صاحب الأَشْجَعِي؟ فقال: لا أَعْرِفه. فَعَجِبَ! وقال: كان يَخْتَلِفُ مَعَنا إليه، ما أَعْجَب ذا! ثم قال: كان جَلِيْسٌ ليَحْيَى هو الذَّي أَغُرَى بَيْنَه وبَيْن يَحْيَى، حَتى تَكَلَّم فِيه.
قلت: إنَّهم يقولون: إنّك قد تَوَقَّفْتَ في أَمْرِه؟ قال: أَما مُنْذُ بَلَغَنِي أنَّ شُعْبَة حدَّث بِحَدِيث وَكِيع بن حُدُس، فَقَد سَكَن ما بِقَلْبِي، وقد رَوَى مُعَاذ مِنْه شَيْئًا، ورَوَاه ابن أبي عَدِي، عن شُعْبَة، وقد يَكُوْن هُشَيْم دَلَّسه. وأما حَدِيث عِيْسى بن يُوْنِس، فقد حَدَّث به رجلٌ بخُراسَان، وحدَّث به آخَر بالرَّمْلة، وحدَّث به غيرُ واحد.
ثم قال: أنا رَأَيْتُ كِتاب الأَشْجَعِي في بَيْتِه، وقد كان سَمِع "الجَامِع" وكان لا يُحَدِّث به، وكان يَقْرأ عَلَينا كِتاب الأَشْجَعِي فَيَقُوْل: هذا سَمِعْته، وهذا لم أَسْمَعه في كِتاب الصَّلاة، فَرَجلٌ يَدَع حَدِيثًا كَثِيْرًا، يقول: لم يَسْمَعْه، يَدَّعي حَدِيْثَيْن؟ أيْش هذا مِنَ الكَلام؟ ! ".
وقال عُثْمَان بن سَعِيد الدَّارِمِي: كان أَحْمَد بن حَنْبَل، وعَلِي بن المَدِيْنِي،