للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له المَهْدِي: ولم تَحْلِق شاربك؟ قال السُّنّة يا أَمِير المُؤمنين. قال: ليست بالسَّنة، ولو كان السّنة كُنَّا أَعْلَم بها: حدثني أَبِي، عن جَدِّي، عن ابن عَبَّاس قال: "إحفاء الشَّارِب الأَخْذ مِنْه على أطرته".

ولم يَكُن في القوم أحد أشد عَلَيه من عُثْمَان بن أَبِي الرَّبِيع؛ لأنَّه كان يُظْهِر جَهْلَه، وقال: يا أَمِير المؤمنين، إن هذا سأله سائل عن اسم أم النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فلم يَدْر ما اسمها، فكتب له بعض من يعني به في الأرض: آمنة. فقال: أمية، فَصَحّف في اسمها.

فلما كَثُر كلام القوم قال لهم عَبْد الله بن مالِك وهو قائم على رأس المَهْدِي: قد غَمَمْتم أَمِير المؤمنين بغلوطكم؛ فَكُفّوا واسكتوا!

فَنَظر أَمِير المُؤمنين إلى عِيْسَى بن حاضِر وكان صامتًا لا يتكلم بشيء، فَظنَّ عِيْسَى أنه يستطعمه الكلام، فقال: ادن إن أَمِير المؤمنين، أَذِن فدَنا حتى قَرُب منه، فقال يا أَمِير المُؤمنين اصطنعته وشَرَّفْتَه ورفعته؛ فإن رأيت أن تستره فافعل. فقال: نعم أَسْتره وأَصُوْنه، وقام عِيْسَى إلى مَجْلِسه، وقال: يا أَمِير المؤمنين إني خَلَفت رجلًا مَرِيْضًا دنفًا، فإنْ رَأى أَمِير المُؤمنين أنْ يأذن لي فَعَل. قال: قد أَذِنْت لكم جميعًا. وأمر لكل رجل منهم بثمانية ألف درهم. وقال بعضهم: اخرجوا. وقد أقام صاحب الشرط الصَّلاة للظهر، فتقدم إليه خالِد فصلى ركعتين، وقال: أَتِمّوا الصَّلاة فإنَّا سفْرٌ، ويقال: لقد قال: وهو في المَجْلِس وهم يختصمون من هاهنا، كأنه يريد أن يأمر ببعض خاصته، قال: فكان المَهْدِي يقول: ندمت ألا أن أقول: أنا هاهنا، فما تأمر؟ وقال: بعضهم: خرجوا مَرْعُوْبِيْن لم يتبين لهم في أمر خالِد شيء. فذهبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>