للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرج عَلَيهم المُعَلى، فقالوا له: هل ظَهَر لك رأي أَمِير المُؤمنين في صاحبنا، فقال: أنتم عيون أهل مِصْرِكم، تسألونني عن أمر سره أَمِير المُؤمنين عنكم ليخبركم بسره؟ ! ثم خرج عَلِيهم لَيْث أخ المُعَلى فسألوه فقال: مثل ذلك، ثم خرج عَلِيهم الفَضْل بن الرَبِيع، فقاموا إليه فبدأهم فقال: قد عَزَله أَمِير المُؤمنين عنكم، فاختاروا رجلًا نُوَلّيه عَلِيكم، فقال له السَّمّني: إن قام هذا أشرت. يعني: الأَنْصَارِي، قال يُوْسُف: هذا عَفِيْف شَرِيف فَقِيه. فقال عُثْمَان بن أَبِي الرَّبِيع: صدَق، هو كما قال، ولكنَّه لم يُصبْ في المَشُوْرَة به، هذا رجل يأتم بأَبِي حَنِيفَة ويَمِيل إلى رأيه، ولنا في بلدنا أَحْكام يُبْطِلها أبُو حَنِيفَة لا يصلحنا غيرها، فإن حَكَم فِيْنا بغير أحكامنا بَطَلَت، وذَهَبَتْ أَمْوَالنا، كاله يذهب إلى الوقوف، وانْصَرفوا عن الأَنْصَارِي، وولى المَهْدِي عُمَر بن عُثْمَان التَّيْمِي ويقال: إن خالِدًا أنشد يومئذ بين يدي المَهْدِي:

إذا القُرَشِي لم يَضْرِب بِسَهْمٍ ... خُزَاعِي فَلَيْس مِنَ الصَّمِيم

فَهَّم به المَهْدِي، ثم أَضْرب عنه وتمثل:

إِذا كُنْتَ في أَرْضٍ وَحَاوَلْتَ غَيْرَها ... فَدَعْهَا وَفِيْهَا إنْ أَرَدْتَ مَعَاد

وقال مُحَمَّد بن مناذر في الَّذي كان بَيْن يَدي المَهْدِي:

لمَّا التَقوا عِنْد إِمَام الهُدَى ... أُفْحِم بَيْن السِّتَة الوَافْد

وَصَار كَالكَرْكِي لمَّا انْبَرَت ... لَه غُزَاة كُلّها صَائد

يأَخُذه ذا مَرَّة ثُمّ ذا ... كأَخْذِ عَبْدٍ آبقٍ فَاسِد

بَارَاه مِنْهم حَلِيْف التقى ... ذو الارب والأكرومة الماجد

<<  <  ج: ص:  >  >>