عَبْد الرَّحمن ذكر عنه جهالةً قط، وكنت ملازمًا له مدة طويلة، فما رأيته إلا على وتِيْرَة واحدة، لم أر منه ما أنكرته من أمر الدُّنيا، ولا من أمر الآخرة، بل رأيته صائنًا لنفسه، ودينه، ومروءته".
وسمعتُ العَبَّاس بن مُحَمَّد الكِيْلي يقول: "بلغني أن أبا حاتم قال: ومن يقوى على عبادة عَبْد الرَّحمن؟ ! لا أعرف لعَبْد الرَّحمن ذنبًا".
وسمعتُ أبا عَبْد الله بن دينار الدِّيْنَوَري، يقول: "قد رأيت مشايخ أهل العلم؛ ما رأيت أحسن شَيْبِة من عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم".
وقال علي بن عَبْد الرَّحمن: "كان عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم مقبلًا على العِبَادَة من صغره، والسَّهر بالليل، والذِّكر، ولزوم الطهارة، فكساه الله بها نورًا، فكان يُسَّرُّ به مَنْ ينظر إليه".
وسمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد الله البَغْدادي بمكة، يقول: "كان من مِنَّة الله على عَبْد الرَّحمن أنه وُلدَ بين قَماطِر العلم والروايات، وتَرَبَّى بالمذاكرات مع أبيه وأبي زُرْعَة، فكان يَزُقّانِهِ كما يُزَقُّ الفَرْخُ الصغير، ويُغْنيَان به، فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمت النعمة برحتله مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحِجَاز، والعِراق، والشَّام، والثُّغُور، وسُمِعَ بانتخابه حين عَرَف الصحيح من السقيم، فترعْرَعَ في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكُّنِ معرفته، يُعْرَفُ له ذلك، وتقدَّمَ بحُسْن فهمه وديانته، وقديم سلفه".
وسمعتُ أبا أَحْمَد عَلي بن الحُسَيْن الدَّرستيني يقول: "سمعت عَبْد الرَّحمن يقول: ساعدتني الدولة في كل شيء حتى أخرجني أبي سنة خمس وخمسين ومائتين، وما احتلمت بعد، فلما بلغنا الليلة التي خرجنا فيها من المَدِيْنَة نريد ذا