للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واللِّبْدُ: مَا يسْقُط مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ، وَهُوَ سَفاً أَبيض يسقط منهما فِي أُصولهما وَتَسْتَقْبِلُهُ الرِّيحُ فَتَجْمَعُهُ حَتَّى يَصِيرَ كأَنه قِطَعُ الأَلْبادِ الْبِيضِ إِلى أُصول الشَّعَرِ والصِّلِّيانِ والطريفةِ، فَيَرْعَاهُ الْمَالُ ويَسْمَن عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا يُرْعى مِنْ يَبِيسِ العِيدان؛ وَقِيلَ: هُوَ الكلأُ الرَّقِيقُ يَلْتَبِدُ إِذا أَنسَلَ فَيَخْتَلِطُ بالحِبَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِبِلٌ لَبِدةٌ ولَبادَى تشَكَّى بطونَها عَنِ القَتادِ؛ وَقَدْ لَبِدَتْ لَبَداً وَنَاقَةٌ لَبِدَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَبِدَتِ الإِبِل، بِالْكَسْرِ، تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان، وَهُوَ التِواءٌ فِي حَيازيمِها وَفِي غلاصِمِها، وَذَلِكَ إِذا أَكثرت مِنْهُ فَتَغصُّ بِهِ وَلَا تَمْضِي. واللَّبيدُ: الجُوالِقُ الضَّخْمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّبِيدُ الجُوالِقُ الصَّغِيرُ. وأَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتُها فِي لَبيد أَي فِي جُوَالِقَ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي جُوَالِقَ صَغِيرٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قلتُ ضَعِ الأَدْسَم فِي اللَّبيد

قَالَ: يُرِيدُ بالأَدسم نِحْيَ سَمْن. واللَّبِيدُ: لِبْدٌ يُخَاطُ عَلَيْهِ. واللَّبيدَةُ: المِخْلاة، اسْمٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: أَلْبَدْت الفرسَ، فَهُوَ مُلْبَد إِذا شدَدْت عَلَيْهِ اللِّبْد. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ لُبَيْداءَ، وَهِيَ الأَرض السَّابِعَةُ. ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ: أَسماء. واللِّبَدُ: بُطُونٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللِّبَدُ بَنُو الْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ أَجمعون مَا خَلَا مِنْقَراً. واللُّبَيْدُ: طَائِرٌ. ولَبِيدٌ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ.

لتد: لَتَدَه بِيَدِهِ: كوَكَزَه.

لثد: لَثَدَ المتاعَ يَلْثِدُه لَثْداً، وَهُوَ لَثِيدٌ: كَرَثَدَه، فَهُوَ لَثِيد ورَثِيد. ولَثَدَ القَصْعة بِالثَّرِيدِ، مِثْلُ رَثَدَ: جَمَعَ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وَسَوَّاهُ. واللِّثْدَة والرِّثْدة: الْجَمَاعَةُ يقيمون ولا يَظْعَنون.

لحد: اللَّحْد واللُّحْد: الشَّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ موضِع الْمَيِّتِ لأَنه قَدْ أُمِيل عَنْ وسَط إِلى جَانِبِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يُحْفر فِي عُرْضه؛ والضَّريحُ والضَّريحة: مَا كَانَ فِي وَسَطِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْحَادٌ ولحُود. والمَلْحود كَاللَّحْدِ صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ قَالَ:

حَتَّى أُغَيَّبَ فِي أَثْناءِ مَلْحود

ولَحَدَ القبرَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَدَه: عَمِلَ لَهُ لحْداً، وَكَذَلِكَ لَحَدَ الميتَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَده ولَحَد لَهُ وأَلْحَدَ، وَقِيلَ: لَحَده دَفْنَهُ، وأَلْحَده عَمِلَ لَهُ لَحْداً. وَفِي حَدِيثِ دفْن النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَلْحِدُوا لِي لَحْداً.

وَفِي حَدِيثِ دَفْنِهِ أَيضاً:

فأَرسَلُوا إِلى اللاحدِ والضارِحِ

أَي إِلى الَّذِي يَعْمَلُ اللَّحْدَ والضَّريحَ. الأَزهريّ: قَبْرٌ مَلْحود لَهُ ومُلْحَد وَقَدْ لَحَدوا لَهُ لَحْداً؛ وأَنشد:

أَناسِيّ مَلْحود لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ

شَبَّهَ إِنسان «١» الْعَيْنِ تَحْتَ الْحَاجِبِ بِاللَّحْدِ، وَذَلِكَ حِينَ غَارَتْ عُيُونُ الإِبل مِنْ تعَب السيْر. أَبو عُبَيْدَةَ: لحَدْت لَهُ وأَلحَدْتُ لَهُ ولَحَدَ إِلى الشَّيْءِ يَلْحَدُ والتَحَدَ: مَالَ. ولحَدَ فِي الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدَل، وَقِيلَ: لَحَدَ مالَ وجارَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: المُلْحِدُ العادِلُ عَنِ الْحَقِّ المُدْخِلُ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، يُقَالُ قَدْ أَلحَدَ فِي الدِّينِ ولحَدَ أَي حَادَ عَنْهُ، وَقُرِئَ:

لِسَانُ الَّذِي يَلْحَدون إِليه

، والتَحَدَ مِثْلُهُ. وَرُوِيَ عَنِ الأَحمر: لحَدْت جُرْت ومِلْت، وأَلحدْت مارَيْت وجادَلْت. وأَلحَدَ: مارَى


(١). قوله [شبه إنسان إلخ] كذا بالأَصل والمناسب شبه الموضع الذي يغيب فيه إِنْسَانَ الْعَيْنِ تَحْتَ الْحَاجِبِ من تعب السير اللحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>