للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْكِسَائِيُّ حارٌّ يارٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حارٌّ جارٌّ وحَرَّانُ يَرَّانُ إِتباع، وَلَمْ يَخُصَّ شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ.

يَسَرَ: اليَسْرُ»

: اللِّينُ وَالِانْقِيَادُ يَكُونُ ذَلِكَ للإِنسان وَالْفَرَسِ، وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ. وياسَرَه: لايَنَهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا

وياسَرَه أَي ساهَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ

؛ اليُسْرُ ضِدُّ الْعُسْرِ، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قَلِيلٌ التَّشْدِيدَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا.

وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

مَنْ أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ

أَي سَاهَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَيْفَ تركتَ الْبِلَادَ؟ فَقَالَ: تَيَسَّرَتْ

أَي أَخصبت، وَهُوَ مِنَ اليُسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ

، وَقَدْ ذُكِرَ فِي فَصْلِ الْعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

تَياسَرُوا فِي الصَّداق

أَي تَسَاهَلُوا فِيهِ وَلَا تُغالُوا. وَفِي الْحَدِيثِ:

اعْمَلُوا وسَدِّدوا وَقَارَبُوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ

أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ

وَقَدْ يُسِّرَ لَهُ طَهُورٌ

أَي هُيِّئَ ووُضِع. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

قَدْ تَيَسَّرا لِلْقِتَالِ

أَي تَهَيَّآ لَهُ واسْتَعَدّا. اللَّيْثُ: يُقَالُ إِنه ليَسْرٌ خَفِيفٌ ويَسَرٌ إِذا كَانَ لَيِّنَ الِانْقِيَادِ، يُوصَفُ بِهِ الإِنسان وَالْفَرَسُ؛ وأَنشد:

إِني، عَلَى تَحَفُّظِي ونَزْرِي ... أَعْسَرُ، إِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ

ويَسَرٌ لِمَنْ أَراد يُسْرِي

وَيُقَالُ: إِن قَوَائِمَ هَذَا الْفَرَسِ ليَسَرَات خِفافٌ؛ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه، وَالْوَاحِدَةُ يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ. واليَسَرُ: السَّهْلُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:

تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وَهِيَ لاهِيةٌ

اليَسَراتُ: قَوَائِمُ النَّاقَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَسَرات الْقَوَائِمُ الْخِفَافُ. ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حَسَنَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ. ويَسَّرَ الفَرَسَ: صَنَعه. وَفَرَسٌ حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ، اسْمٌ كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَيْش: يَسَرَ فلانٌ فرسَه، فَهُوَ مَيْسُورٌ، مصنوعٌ سَمِين؛ قَالَ المَرَّارُ يَصِفُ فَرَسًا:

قَدْ بلَوْناه عَلَى عِلَّاتِه ... وَعَلَى التَّيْسُورِ مِنْهُ والضُّمُرْ

والطَّعْنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اطْعَنُوا اليَسْرَ

؛ هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ الطَّعْنُ حذاءَ الْوَجْهِ. وَوَلَدَتِ المرأَة وَلَدًا يَسَراً أَي فِي سُهُولَةٍ، كقولك سَرَحاً، وَقَدْ أَيْسَرَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بِذِكْرٍ، ويَسَرَتِ الناقةُ: خَرَجَ وَلَدُهَا سَرَحاً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

فَلَوْ أَنها كَانَتْ لِقَاحِي كَثِيرَةً ... لَقَدْ نَهِلَتْ مِنْ ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ

وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا مَياسِراً ... وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ

ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وَغَنَمِهِ وَلَمْ يَعْطَبْ مِنْهَا شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه ... مُيَسِّرَ الشاءِ كَثِيرًا عَدَدُه

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَدْ يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا وَلَدَتْ وتهيأَت لِلْوِلَادَةِ. ويَسَّرَتِ الْغَنَمُ: كَثُرَتْ وَكَثُرَ لَبَنُهَا وَنَسْلُهَا، وَهُوَ مِنَ السُّهُولَةِ؛ قَالَ أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُ


(١). قوله [اليسر] بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس

<<  <  ج: ص:  >  >>