للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَمِرٌ: هِيَ الْبَرْذَعَةُ وَالْبَرْدَعَةُ، بِالذَّالِ وَالدَّالِ. وبَرْذَعٌ: اسْمٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

لَعَمْرُ أَبِيها، لَا تقولُ حَلِيلَتِي: ... أَلا إِنه قَدْ خانَني اليومَ بَرْذَعُ

والبَرْذَعَةُ مِنَ الأَرض: لَا جَلَدٌ وَلَا سَهل، وَالْجَمْعُ البَراذِع. وابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً: تَهَيَّأَ واستَعَدَّ لَهُ. وابْرَنْذَعَ أَصحابَه: تقدَّمهم، نَادِرٌ لأَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الصِّيغَةِ لا يتعدَّى.

برشع: البِرْشِعُ والبِرْشاعُ: السَّيِءُ الخُلُق. والبِرْشاعُ المنتَفخ الجوفِ الَّذِي لَا فُؤاد لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الأَهْوج الضخْمُ الْجَافِي الْمُنْتَفِخُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

لَا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ إِرْزَبِّ، ... وَلَا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ

قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده:

لَا تعدِليني واسْتَحِي بِإِزْبِ، ... كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِ

وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ وَغَبَ فَقَالَ:

وَلَا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

برقع: البُرْقُعُ والبُرْقَعُ والبُرْقُوعُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ للدوابِّ وَنِسَاءِ الأَعْراب؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ حِشْفاً:

وخَدٍّ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ، ... ورَوْقَينِ لَمَّا يَعْدُ أَن يَتَقَشَّرا

الْجَوْهَرِيُّ: يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَخَدًّا بِالنَّصْبِ ومُلَمَّعاً كَذَلِكَ لأَن قَبْلَهُ:

فلاقَتْ بَياناً عِنْدَ أَوّلِ مَعْهَدٍ، ... إِهاباً ومَغْبُوطاً مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا «١»

قَوْلُهُ فَلَاقَتْ يَعْنِي بَقَرَةَ الْوَحْشِ الَّتِي أَخذ الذِّئْبُ وَلَدَهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: بِرْقَعٌ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ هِجْرَعٌ، وَقَالَ الأَصمعي: هَجْرع، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَقُولُ بُرْقُع وَلَا تَقُولُ بُرْقَع وَلَا بُرْقُوع؛ وأَنشد بَيْتَ الْجَعْدِيِّ: وَخَدٍّ كبُرْقُع الفتاةِ؛ وَمَنْ أَنشده: كبُرْقُوعِ، فإِنما فَرَّ مِنَ الزِّحافِ. قَالَ الأَزهري: وَفِي قَوْلِ مَنْ قدَّم الثَّلَاثَ لُغَاتٍ فِي أَول التَّرْجَمَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الْبُرْقُوعَ لُغَةٌ فِي البرقُع. قَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ البُرْقُع البَراقِعُ، قَالَ: وتَلْبَسُها الدَّوَابُّ وَتَلْبِسُهَا نِسَاءُ الأَعراب وَفِيهِ خَرْقان لِلْعَيْنَيْنِ؛ قَالَ توْبةُ بْنُ الحُمَيِّر:

وكنتُ إِذا مَا جِئتُ ليْلى تَبَرْقَعَتْ، ... فقدْ رابَني مِنْهَا الغَداةَ سُفُورُها

قَالَ الأَزهري: فَتْحُ الْبَاءِ فِي بَرْقُوع نَادِرٌ، لَمْ يَجِئْ فَعْلول إِلا صَعْفُوقٌ. وَالصَّوَابُ بُرقوع، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَجُوعٌ يُرقوع، بِالْيَاءِ، صَحِيحٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كَانَ صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ بُرْقُوع وجُوع بَرقوع، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَجُوعٌ بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المأْبون: قَدْ بَرْقَع لِحْيَته وَمَعْنَاهُ تَزَيّا بِزيِّ مَن لَبِسَ البُرْقُع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَلمْ تَرَ قَيْساً، قَيْسَ عَيْلانَ، بَرْقَعَتْ ... لِحاها، وباعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ

وَيُقَالُ: بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَي أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه.


(١). قوله [ومغبوطاً] كذا بالأصل وشرح القاموس بغين معجمة ولعله بمهملة أي مشقوقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>