للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمَا أَصَبْته ثُمَّ غَابَ عَنْكَ فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا تأْكله فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَمات بِصَيْدِكَ أَم بعارضٍ آخَرَ. وانْصَمَى عَلَيْهِ: انْقضَّ وأَقبل نَحْوَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ صَمَاه الأَمْرُ أَي حلَّ بِهِ يَصْمِيه صَمْياً؛ وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّان:

وقاضِي المَوت يعْلمُ مَا عَلَيْهِ، ... إِذَا مَا متُّ مِنْهُ مَا صَماني

أَيْ مَا حلَّ بِي. ورجلٌ صَمَيان: ينْصمي عَلَى النَّاسِ بالأَذى. وصَامَى مَنِيَّته وأَصْمَاها: ذَاقَهَا. والانْصِمَاء: الإِقبالُ نَحْوَ الشَّيْءِ كَمَا ينْصَمي البازي إذا انْقضَّ.

صنا: الصِّنا والصِّناءُ: الوَسَخُ، وَقِيلَ: الرَّمادُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يمدُّ ويُقْصَرُ ويُكْتَب بِالْيَاءِ والأَلف، وَكِتَابُهُ بالأَلف أَجود. وَيُقَالُ: تَصَنَّى فُلَانٌ إِذَا قعَد عِنْدَ القِدْر مِنْ شرهِه يُكَبِّبُ ويَشْوي حَتَّى يُصيبَه الصِّناء. وَفِي حَدِيثِ

أَبي قلابَة قَالَ: إِذَا طَالَ صِناءُ الْمَيِّتِ نُقِّيَ بالأُشْنانِ إن شاؤُوا

«١»؛ قَالَ الأَزهري: أَي درَنُه ووَسَخُه، قَالَ: وَرُوِيَ ضِناء، بِالضَّادِ، وَالصَّوَابُ صِناء، بِالصَّادِ، وَهُوَ وسَخُ النَّارِ وَالرَّمَادِ. الفراء: أَخَذْتُ الشيءَ ب صِنايَته أَي أَخذْتُهُ بجمِيعِه، والسينُ لغةٌ. أَبو عَمْرٍو: الصُّنَيُّ شِعبٌ صَغِيرٌ يسيلُ فِيهِ الْمَاءُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَقِيلَ: الصُّنَيُّ حِسْيٌ صَغِيرٌ لَا يَرِدُهُ أَحدٌ وَلَا يُؤْبه لَهُ، وَهُوَ تَصْغِيرٌ صَنْوٍ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة:

أَنابغَ، لَمْ تَنْبَغْ وَلَمْ تَكُ أَوَّلا، ... وكُنْتَ صُنَيّاً بَيْنَ صُدَّينِ مَجْهَلا

وَيُقَالُ: هُوَ شقٌّ فِي الجَبل. ابْنُ الأَعرابي: الصَّانِي اللازِمُ للخِدْمَة، والنَّاصي المُعَرْبِدُ. والصَّنْوُ: الغَوْرُ «٢». الخَسِيسُ بَيْنَ الجبَلين؛ قَالَ: والصَّنْوُ الماءُ القلِيلُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. والصَّنْوُ: الْحَجَرُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَجَمْعُهَا كلِّها صُنُوٌّ. والصِّنْوُ: الأَخ الشَّقِيقُ والعمُّ والابنُ، وَالْجَمْعُ أَصْنَاءٌ وصِنْوانٌ، والأُنْثى صِنْوة. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: عمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبيه

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَن أَصلهُما واحدٌ، قَالَ: وأَصل الصِّنْو إِنَّمَا هُوَ فِي النَّخْل. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ فُلانٌ صِنْوُ فُلَانٍ أَي أَخوه، وَلَا يسمَّى صِنْواً حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ آخَرُ، فَهُمَا حِينَئِذٍ صِنْوانِ، وكلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صِنْو صاحِبه. وَفِي حَدِيثِ:

العَبَّاسُ صِنْوُ أَبي

، وَفِي رِوَايَةٍ:

صِنْوِي.

والصِّنْوُ: المِثلُ، وَأَصْلُهُ أَنْ تَطَّلِعَ نخلتانِ مِنْ عِرْق وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنَّ أَصل العبَّاس وأَصلَ أَبي واحدٌ، وَهُوَ مثلُ أَبي أَوْ مِثْلي، وَجَمْعُهُ صِنْوانٌ، وَإِذَا كَانَتْ نَخْلَتَانِ أَوْ ثلاثٌ أَوِ أَكثرُ أَصلها واحد فكل وَاحِدٌ مِنْهَا صِنْوٌ، وَالِاثْنَانِ صِنْوَان، وَالْجَمْعُ صِنْوانٌ، بِرَفْعِ النُّونِ، وَحَكَى الزَّجَّاجِيُّ فِيهِ صُنْوٌ، بِضَمِّ الصَّادِ، وَقَدْ يُقَالُ لِسَائِرِ الشَّجر إِذَا تَشَابَهَ، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا نَبَتَتِ الشَّجَرَتَانِ مِنْ أَصل وَاحِدٍ فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا صِنْو الأُخرى. وركِيَّتان صِنْوان: مُتَجَاوِرَتَانِ إِذَا تَقَارَبَتَا ونَبَعتا مِنْ عَين واحدةٍ.

وَرُوِيَ عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ

؛ قَالَ الصِّنْوانُ المُجْتَمِعُ وغيرُ الصِّنْوانِ المُتفرِّقُ، وَقَالَ: الصِّنْوانُ النَّخلاتُ أَصْلُهُنَّ واحدٌ، قَالَ: والصِّنْوانُ النَّخلتان والثلاثُ والخمسُ والستُّ أَصلُهنَّ واحدٌ وفروعُهنَّ شتىَّ، وغيرُ صِنْوانٍ الفارِدَةُ

؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هاتان نخلتانِ صِنْوانِ


(١). قوله [إن شاؤوا] هكذا في الأَصل، وليست في النهاية
(٢). قوله [الغور] هكذا في الأَصل، والذي في القاموس والتهذيب: العود

<<  <  ج: ص:  >  >>