يحتاج كاتب المجلس أن يكون حاذقاً باقتصاص الكتب. وترتيب أبوابها على ما يقتضيه ترتيب وقوع الجماعات والموافقات، ليقابل بذلك ما يرد عليه من العمل عند وروده. ويخرج ما فيه من خلف في المؤامرة التي يعلمها العامل. ويحكم في ذلك بما يوجبه حكم الكتابة. وأن يكون أيضاً عالماً برسم العين المخرجة والتجميلات، وما يجوز أن يستظهر به في ذلك، مما يلزم العمل به. وأن يعرف أحكام الخراج، وما يجب رده على العمال من النفقات، ومردود الجاري. وما ينبغي أن يحتسب لهم به. وأن يعلم ما تحمد فيه آثار العمال، وما تذم فيه آثارهم، وأن يكون في ذلك عدلاً، لا يميل به الهوى. فقد كان أبو الحسن علي بن محمد بن فرات يقول: الكاتب فوق الشاهد. فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: لأنه يحكم بقوله وحده، وبما يخرجه من ديوانه.
والقاضي لا يحكم بقول شاهد حتى ينضاف إليه غيره، وهذا الكاتب هو الذي يتولى محاسبة العمال، ويعرض الأعمال على كاتب الديوان، ويؤامره فيما يجب أن يفعل.
وكاتب الديوان: هو المشرف على جميع أعمال السلطان المؤتمن على