قال في آخر هذا الباب: وعلامات المؤنث تكون آخرا، بعد كمال الاسم، إلا كلتا: فإن التاء وهي علامة التأنيث، جُعلت قبل آخر الحرف".
(قال المفسر): هذا الذي حكاه هو قول أبي عمر الجرمي، أو شبيه قوله، لأن أبا عمر زعم أن وزن كلتا من الفعل فعتل، وأن التاء للتأنيث، وهذا القول خطأ عند البصريين والكوفيين، لأن فيه شذوذاً من ثلاث جهات:
إحداها: أنه لا يعرف في الكلام فعتل، ومنها، أن علامة التأنيث لا تكون حشواً في الكلمة، إنما شأنها أن تكون آخراً، كقائمة وقاعدة، ومنها: أن ما قبل تاء التأنيث لا يكون إلا مفتوحاً، ولا يجوز أن يكون ما قبلها ساكناً، إلا أن تكون ألفا في نحو أرطاة وسفلاة.
وقد اختلف النحويون في تاء (كلتا) وألفها، فأما الكوفيون فقد ذهبوا إلى أن التاء للتأنيث، والألف للتثنيةن كالتي في بنتان وأختان، وزعموا أن واحدها كلت وأنشدوا:
في لت رجليها سلامي واحدة ... كلتاهما مقرونة بزائده
واحتجوا بانقلابها مع المضمر ياء في قولهم: جاءتني المرأتان كلتاهما، ورأيت المرأتين كلتيهما.
وأما البصريون فيرونها كلمة مفردة تدل على التثنية، كما أن (كلا)