قال في هذا الباب:(واللطع في الشفاه: بياض يصيبها، وأكثر ما يعتري ذلك السودان).
(قال المفسر): وقع في النسخ، السودان بالنصب. وكذا روى لنا عن أبي نصر. والوجه رفع السودان على خبر المبتدأ الذي هو أكثر ما يعتري. ويكون (ما) بمعنى الذي. ويعتري ذلك: صلة لها. ويقدر في الفعل ضمير محذوف، عائد (إلى ما). كأنه قال: وأكثر الذين يعتريهم ذلك السودان. وجعل (ما) لمن يعقل.
وكان ينبغي أن يقول: وأكثر من يعتري ذلك.
وقد استعملت (ما) للعاقل المميز، كقوله تعالى:(فانكحوا ما طاب لم من النساء مثنى) وحكى عن العرب، سبحان ما سبح الرعد بحمده، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى:(والسماء وما بناها، والأرض وما طحاها) أنه أراد: من بناها ومن طحاها. وهذا ليس بصحيح، إنما هي هاهنا مع الفعل بتأويل المصدر، كأنه قال: وبنائها وطحوها. والنصب في السودان بعيد.
لأنهم يصيرون مفعولين داخلين في صلة المصدر. فيصير التقدير: