للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرض، والشمس، ونحوها. وأحسب من أنكر كونها مؤنثة إذا كانت مفعلاً، توهم أنها لو كانت مؤنثة للزم أن يكون فيها علامة تأنيث، كما تقول: امرأة مكرمة، ولا يجوز امرأة مكرم. وهذا لا يجب، لأن موسى ليست بصفة جارية على فعل، فيلزم أن تلحقها الهاء. إنما هي اسم للدلالة التي يلحق بها، وهي مشتقة من أوسيت رأسه: إذا حلقته. وقيل: هي مشتقة من أسوت الشيء: إذا أصلحته.

فأما على قول الكسائي، فيلزم أن تكون مؤنثة لا غير، لأن (فُعلى) في كلام العرب لا تكون ألفها لغير التأنيث. وتنوين العرب لها دليل على أنها لغير التأنيث، وأن ما قاله الكسائي من أن وزنها فعلى غير صحيح. وكان الكسائي يرى أنها مشتقة من ماس يميس: إذا تبختر.

باب

أوصاف المؤنث بغير هاء

قال في هذا الباب: (وما كان على (مُفعل) فيما لا يوصف به مذكر، فهو بغير هاء، نحو امرأة مرضع، ومقرب، وملبن، ومشدن، ومطفل، لأنه لا يكون هذا في المذكر. فلما لم يخافوا لبسا، حذفوا الهاء فإذا أرادوا الفعل قالوا: مرضعة ...).

(قال المفسر): هذا الذي قاله مذهب كوفي. وأما البصريون فيرون أن هذه الصفات كلها جاءت على معنى النسب، لا على الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>