قال في هذا الباب:"الصبي من الصغر: مقصور بالياء. والصباء من الشوق: ممدود." وقال بعد هذا بألفاظ يسيرة: (والعدى: الأعداء: مقصور، بالياء."
(قال المفسر): لا فرق بين الصبا والعدا في القياس، لأنهما كليهما من بنات الواو. ويقال: صبا يصبو، وعدا يعدو. فقياسهما أن يكتبا بالألف.
وقد خلط ابن قتيبة في هذا الباب بين مذهب البصريين والكوفيين، ولم يلتزم قياس واحد منهم. فأخذ في الصبا بمذهب الكوفيين، وفي العدا بمذهب البصريين. ولا خلاف بين البصريين والكوفيين في أن الاسم الثلاثي المفتوح الأول، نحو الصفا والفتى، ينظر إلى أصله، فإن كان من ذوات الواو كتب بالألف، وإن كان من ذوات الياء كتب بالياء.
واختلفوا في الثلاثي المكسور الأول والمضموم. فالبصريون يجرون ذلك مجرى المفتوح الأول، والكوفيون يكتبون كل ثلاثي مكسور الأول أو مضمومه بالياء، ولا يراعون أصله، وليست بأيديهم حجة يتعلقون بها فيما أعلم، غير أن الكسائي قال: سمعت العرب تثنى كل اسم ثلاثي مضموم الأول أو مكسوره بالياء، إلا الحمى والرضا فإني سمعتهم يقولون فيهما: حموان وحميان، ورضوان ورضيان. واحتج قوم منهم