للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كاتب الجيش]

وأما كاتب الجيش فيحتاج إلى المعرفة بالحساب، إلى أن يعرف الأطماع وأوقاتها، وحلى الناس وكيف تؤخذ. ومن يحلى ممن لا يحلى ويعرف الأرزاق وما يتوفر منها، والأطماع: هي الرواتب الجارية على الجند، في الأوقات التي يستحقونها فيها، على ما يقتضيه كل زمان.

وأما الحلي: فأن يصف كل واحد بحليته، التي بها ينفصل عن غيره، وكانت الرتبة القديمة في ذلك عند الكتاب، أن يذكر الرجل في يمنة الورقة وينسب إلى بلده أو ولايته، فيقال: فلان الرومي أو العربي أو نحو ذلك. ثم يذكر جاريه المرتب له تحت اسمه ويفصل فصل يسير، ثم يكتب يسرة الورقة بعد ذلك الفصل، سنه. فيقال: شاب، أو كهل، أو مراهق. ولا يقال: شيخ ولا صبي. ثم يذكر قده، فيقال: ربعة إلى الطول وربعة إلى القصر، فإن كان غير طويل ولا قصير، قيل: مربوع. وكانوا لا يقولون: طويل ولا قصير على الإطلاق، لأن الطول والقصر من باب الضاف. فالطويل: إنما يكون طويلاً بالإضافة إلى من هو أقصر منه. والقصير: وإنما يكون قصيراً بالإضافة إلى من هو أطول منه، فكان قولهم: ربعة إلى الطول، وربعة إلى القصر، أحوط في تصحيح المعاني. ثم يذكر لونه فيقال: أسود، أو دم، أو أسمر، تعلوه حمرة إذا كان أشقر أو أبيض.

<<  <  ج: ص:  >  >>