والمعنى عندهم: ذات إرضاع، وذات إقراب، وذات ألبان، ونحو ذلك. ويدل على صحة قولهم، واستحالة قول الكوفيين، أنا وجدنا صفات كثيرة يشترك فيها المذكر والمؤنث بغير هاء، كقولهم رجل عاشق، وامرأة عاشق، ورجل حاسر، وامرأة حاسر، وفرس ضامر، ومهرة ضامر. فلو كانت العلة ما قالوه، للزم هذه الصفات التأنيث، قال ذو الرمة:
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت ... لعينيه مي سافرا كاد يبرق
وقال الأعشى:
عهدي بها في الحي قد سربلت ... هيفاء مثل المهرة الضامر
وقد خلط ابن قتيبة في كتابه المتقدم بين المذهبين جميعاً، لأن قوله في صدر الكلام:"وما كان على (مفعل) مما لايوصف به المذكر، فهو بغير هاء: مذهب كوفي. وقوله في آخر اللام: "فإذا أرادوا الفعل قالوا مرضعة، مذهب بصري، لأن إثباتهم الهاء إذا أرادوا الفعل، دليل على أن حذفهم إياها بناء للصفة على غير الفعل، وهذا رجوع إلى قول البصريين.