وليس للنون فعل مصرف منها، ولا للرقيم. وأما الدواة فقد صرف منها أفعال واشتقت منها أسماء، فقالوا: أدويت دواة: إذا اتخدتها فأنا مدو. فإذا أمرت غيرك أن يتخذها قلت: أدو دواة. ويقال للذي يبيع الدوى دواء، كما يقال لبائع الحنطة: حناط، ولبائع التمر: تمار. فإذا كان يعملها قيل مدو، كما يقال للذي يعمل القنوات مقن. قال الراجز:
((عض الثقاف خرص المقنى))
ويقال للذي يحمل الدواة ويمسكها: داو، كما يقال لصاحب السيف: سائف، ولصاحب الترس: تارس.
ويقال لما تدخل فيه الدواة ليكون وقاية لها صوان وغلاف وغشاء. فإن كان شيئاً يدخل في فمها لئلا يسيل منها شيء، فهو سداد وعفاص. وكذلك القارورة ونحوها.
ومن اللغويين من يجعل العفاص ما يدخل فيه رأس القارورة ونحوها، ويجعل السداد والصمام، ما يدخل فيها.
ووزن دواة من الفعل فعلة، وأصلها: دوية، تحركت الياء وقبلها فتحة، فانقلبت ألفاً، ويدل على أن لامها ياء، قولهم في جمعها: دويات. فإن قال قائل: إن الواو من دواة، قد تحركت أيضاً، وانفتح ما قبلها، فهلا قلبتموها ألفاً، ثم حذفتم إحدى الألفين، لالتقاء الساكنين؟ فالجواب عن ذلك، من وجهين:
أحدهما: أن حكم التصريف يوجب أنه إذا اجتمع في موضعي العين واللام حرفان يجب إعلالهما، أعلت اللام وتركت العين، لأن اللام أضعف من