ولدها، ولم يأت من الجمع شيء على فعال إلا ثمانية ألفاظ هذه بعضها. ويروي بيت زهير:
إليكم إننا قوم براء
بالفتح والكسر.
فأما البراءة المستعملة في صناعة الكتابة، فسميت بذلك لمعينين: أحدهما: أن يكون من قولهم: برئت إليه من الدين براءة: إذا أعطيته ما كان له عندك. وبرئت إليه من الأمر براءة: إذا تخليت له عنه، فكان المرغوب إليه يتبرأ إلى الراغب مما أمله لديه، ويتخلى له عما رغب فيه إليه. وقيل: إنما كان الأصل في ذلك أن الجاني، كان إذا جنى جناية يستحق عليها العقاب، ثم عفا عنه الملك، كتب له أماناً مما كان يتوقعه ويخافه فكان يقال: كتبت لفلان براءة، أي أمان، ثم صار مثلاً. واستعير في غير ذلك.
وقد جرت عادة الكتاب ألا يكتبوا في صدر البراءة {بِسْم الله الرَّحْمن الرَّحِيِم} اقتداء بسورة (براءة) التي كتبت في المصحف من غير بسملة، (واختلف في العلة التي من أجلها كتبت (براءة) في المصحف من غير بسملة) فقال قوم من النحويين، وهو رأي محمد بن يزيد: لم تفتتح بـ (بسم الله)، لأن (بسم الله) افتتاح الخير، وأول براءة وعيد، ونقض عهود.