ثم نزلت:{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ}، فصارت سنة إلى يومنا هذا.
وأما أول من طبع الكتب، فعمرو بن هند.
وكان سبب ذلك: أنه كتب كتاباً للمتلمس الشاعر، إلى عامله بالبحرين، يوهمه أنه أمر له فيه بجائزة، وأمره فيه بضرب عنقه. فاستراب به المتلمس، فدفعه إلى من قرأه عليه، فلما قرئ عليه، رمى بالكتاب في النهر وفر. وفي ذلك يقول:
وألقيتها بالثني من جنب كافر ... كذلك أقنو كل قط مضلل
رضيت لها بالماء لما رأيتها ... يجول بها التيار في كل محفل
فأمر عمرو بن هند بالكتب فختمت. فكان يؤتى بالكتاب مطبوعاً، فيقال: من عنى به؟ فلذلك قيل: عنوان. والعنوان: الأثر، قال الشاعر:
وأشعث عنوان السجود بوجهه ... كركبة عنز من عنوز أبي نصر
وقد ذكرنا اشتقاق العنوان فيما تقدم، وبينا أن هذا القول لا يصح إلا في لغة من قال: عنيان (بالياء).