للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (فهل يستطيع أن يسرق أو يزني من يعلم أن أباه وأستاذه مطل عليه من الشباك يراه، فكيف بمن يعلم أن الله مطّلع عليه وناظر إليه، لذلك جاء في الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن).

قال: فأخبرني عن الساعة.

قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.

علامات اقتراب الساعة:

قال: فأخبرني عن أماراتها (علاماتها).

قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان (أي علامات الساعة: اضطراب الموازين الاجتماعية، وسيطرة الصغير على الكبير، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، وشيوع الفوضى).

ثم انطلق. فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ملياً (حيناً) ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.

...

هذا الحديث من أجمع الأحاديث. بيّن أن الدين ثلاث حلقات: إيمان باعتقاد، وعبادة وعمل، وسلوك وأخلاق.

فمن أنكر أمراً من أمور الإيمان أو اعتقده على غير ما جاء به الوحي وبيّنه الرسول لا يكون مؤمناً.

ومن آمن ولكنه لم ينطق بالشهادة لا يكون مسلماً.

<<  <   >  >>