وهذا الحديث -بلسان أهل العصر- مرسوم اشتراعي بطرد من يغش المسلمين (أو يغش إطلاقاً) من الجنسية الإسلامية، وحرمانه من حقوقها.
فهل في المسلمين أحد يغش؟ هل يخلط البائعُ الحليبَ بالماء ويدّعي أنه حليب صاف؟ هل ينقص المتعهد الإسمنت من البناء ويغش الدولة؟ هل يشتغل العامل عندك ست ساعات ويتكاسل ساعتين ويأخذ أجرة اليوم كاملاً؟ هل ... وهل ... وهل في المسلمين (اليوم!) أثر للغش؟ إن وجدتم هذا الأثر عند أحد من المسلمين فأبلغوه أنه مطرود من الجنسية الإسلامية بلسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
(٤) وفي الحديث الصحيح أن أعرابياً كان له دين على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء يطالبه بشدة وغلظة، فانتهره الصحابة وقالوا: ويحك تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم؟ هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل فاستدان مالاً فوفى الأعرابي دينه، وزاده شيئاً كثيراً. فقال الأعرابي: أوفيت أوفى الله لك. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
سمعتم؟ لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف حقه فيها، فهل يأخذ الضعيف حقه فينا كاملاً؟ وإذا دخل دائرة من الدوائر، هل يعامل معاملة القوي الغني صاحب النفوذ؟ وإذا طالبك الضعيف المسكين بحق له، هل تسرع إلى أدائه حقه كما تسرع إلى أداء القوى الغنى؟
فكروا في الجواب الصحيح، فإذا كان الجواب «نعم»؛ فأنتم أمة مقدسة، وإن كان الجواب «لا» فـ ... فأنتم أدرى؟
(٥) وفي الحديث الصحيح: «لم تظهر الفاحشة (أي الزنا واللواط ومقدماتهما) في قوم إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع، ولم ينقصوا الكيل