للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والميزان إلا أخذوا بالسنين والشدة وجور السلطان».

من صفات المجتمع الإسلامي أن الفاحشة لا تظهر فيه ولا يجد الداخل عليه عورات بادية ولا فجوراً معلناً، وأن الأمانة منتشرة فيه فلا يغشك أحد ولا يزن لك وزناً ناقصاً، ولا يضع لك بائع الحلويات صحن الكرتون في الميزان فيبيعك إياه بسعر الحلو (أي الكيلو بخمس ليرات) وتستحي أنت أن تنهاه أو تصرخ في وجهه: إن هذه سرقة!

فهل مجتمعنا الحاضر مجتمع إسلامي خالٍ من هاتين الرذيلتين؟

(٦) وفى الحديث الصحيح: «من احتكر طعاماً فهو خاطئ» (أي مذنب؛ من الخِطْء بكسر الخاء لا من الخَطَأ بالفتح).

فهل فينا أحد يحتكر طعاماً؟ هل هنالك جماعة تآمروا على خبز المسلمين فأغلقوا المطاحن لحسابهم ودفعوا لأصحابها المال ليغلوا الخبز؟ هل في المسلمين من يحتكر هذا الاحتكار الشيطاني؟

(٧) وفي الحديث الصحيح: «من باع بضاعة فيها عيب ولم ينبه إليه، لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه».

فهل في المسلمين من يرتضي لنفسه أن يكون في مقت الله ولعنة الملائكة من أجل قروش يربحها من حرام؟

ابحثوا -يا أيها القراء- في أحوال المسلمين وانظروا أين نحن اليوم من دين الإسلام؟

***

<<  <   >  >>