للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنك قلت ما تعتقد أنه حق.

الكاذب هو من يقول شيئاً يعتقد أنه غير صحيح، والعبرة بالمعنى الذي يفهمه السامع لا الذي تنويه أنت بينك وبين نفسك. ولم ينهَ النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء كما نهى عن الكذب، فإذا اقترن الكذب باليمين (كما يفعل أكثر البياعين) فهو من أكبر الكبائر وصاحبه يستحق غضب الله. روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر (أي حلف كذباً) أتى اللهَ وهو عليه غضبان». فلينتبه والتجار الذين يحلفون عن الشيء أن رأس ماله كذا، وأنه لا يربح إلا كذا، وهم كاذبون!

ومن أشد الكذب ضرراً بالناس وأكبره مقتاً عند الله: شهادة الزور. روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: إلا وقول الزور، ألا وقول الزور ... فما زال يكررها حتى قلنا؛ ليته سكت.

فمن حاول التوبة عن تلك الآفات وصدَق النية في هذه التوبة وتجنب أصدقاء السوء الذين يدفعونه إليها، فإن الله يعينه ويقويه ويسدد خطاه ويهديه. وعلينا المحاولة والهداية من الله.

***

<<  <   >  >>