والشعب، هل صدق الشعب بأننا على أبواب حرب؟ هل نقص استيراد السيارات الفخمة والعطور والثريات والخمور؟ إننا في مطلع السنة المدرسية، فهل عزم والدٌ على إخراج بنته من الفرنسيسكان، أو ابنه من الفرير أو اللاييك؟
هل عرف الآن أننا لا نستطيع أن نحارب فرنسا، ونحن نسلم أبناءنا وبناتنا إلى المعلمين الفرنسيين والمعلمات الفرنسيات، ليجعلوا منهم أحباء لفرنسا وأعداء لنا ... وهل يصنعون غير ذلك؟ بل هل تصنعون أنتم غيره لو جن الفرنسيون يوماً وأرسلوا أبناءهم إلى مدارس يعلم فيها مشايخ المسلمين، كما ترسلون أنتم أبناءكم إلى الفرير حيث يعلم قسوس الفرنسيين؟
هل عقلنا وفكرنا أن النصر لا يكون إلا بالإخلاص والرجولة، والبعد عن الفساد والفجور؟ وأن فرنسا (وهي أقوى منا) لما فسدت أخلاقها وغلبت عليها شهواتها ذلت حتى وطئتها نعال جنود الألمان ثلاث مرات، من سنة ١٨٧٥ إلى الآن؟
هل حاربنا الفجور المنتشر؟ هل استجاب أحد للصرخة التي صرختها في «الأيام» لما قلت أن قانون العقوبات لا يعاقب على الزنا، وطلبت أن يعدل قانون العقوبات؟
هل من الاستعداد للحرب إنفاق الأموال على الفرقة الراقصة الهنغارية والفرقة الروسية والفرقة الفرنسية والفرقة التي لست أدري ما هي؟ حتى لم تبق أمة في الدنيا لم ترسل إلينا راقصاتها وقيناتها لما رأت أن سوق اللهو رائجة فينا؟ وعلى معبد إبليس الذي سموه «مدينة الملاهي»؟