للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآية جاءت بعد آية الوضوء، وقال في الصيام:

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١).

وفي الصلاة:

{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (٢).

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (٣).

وفي القصاص:

{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٤).

ومقصود الإِمام الشاطبي من هذه الآيات والأمثلة التنبيه كما قال (٥) وأما حصر الآيات الواردة في الحكمة من إرسال الرسل ومن خلق الإِنسان والحياة والموت وكذلك ما ورد فيها من ذكر تفاصيل العلل فإن ذلك يحتاج إلى كتاب جامع يحصرها لكثرة انتشارها في نصوص الكتاب والسنة، ولذلك نجد الحافظ ابن القيم -رَحِمَهُ اللهُ- قد ذكر آيات وأحاديث كثيرة جداً تدعم هذا الاستقراء وتقويه وتؤكده (٦).

وأما دليل المقدمة الثانية: فإن الشريعة لو وُضِعتْ على غير حالة الثبات لأدى ذلك إلى تغييرها، فإذا تغير منها شيء اختل، ولأن تغيّر شيء منها موجب


(١) سورة البقرة: آية ١٨٣.
(٢) سورة العنكبوت: آية ٤٥.
(٣) سورة الحج: آية ٣٩.
(٤) سورة البقرة: آية ١٧٩.
(٥) الموافقات ٢/ ٤.
(٦) انظر إعلام الموقعين لإبن القيم الجوزية ١/ ١٣٠ - راجعه وعلّق عليه طه عبد الرؤوف، الناشر دار الجيل - بيروت ١٩٧٣.

<<  <   >  >>