للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقل عدم إمكان التواطؤ والتراسل .. يستوي رد خبر الواحد أو أكثر من الواحد، ويستوي عدم إفادتها للعلم والعمل أيضًا.

٣ - أن الأصول الأولى في بناء فكر المعتزلة قامت على هذا الأساس.

الفرع الثاني

تطور فكر المعتزلة على يد أبي الهذيل العلاف

(توفي سنة ٢٣٢ هـ)

ويعتبر أبو الهذيل -كما سبق من ترجمته- المناظر والمقرر لطريقة شيوخه في الاعتزال، وهو الأداة التي تم عن طريقها ربط الفكر المعتزلي بالفكر الفلسفي.

وإليك ما يثبت هذه القضية من الأدلة المنقولة عن كتب المعتزلة:

(أ) أنه أول معتزلي استفاد من الكتب التي ترجمت أفكار الفلاسفة والتي تُرجمت في عهد المأمون سنة ٢١٨ ونقل آثارها إلى الإِسلام وخلط كلامه بها ونثبت هذا بطريقين:

الأول: شهادة النظام وهو تلميذ من تلامذة أبي الهذيل، وقد نقلها القاضي عبد الجبار، وحاصلها أن النظام نظر في كتب الفلسفة ودقيق الكلام ثم علم أن أبا الهذيل شيخه يجمع ذلك كله وأكثر منه، بل إن النظام - مع أنه من أكبر أنصار عقيدة المعتزلة - يعتبر من غلمان أبي الهذيل (١).

الثاني: قول الشهرستاني في الملل والنحل حيث ذكر أنه أول من استفاد من كتب الفلاسفة التي تُرجمت وخلط كلامه بها (٢).

(ب) أنه دعم مقالة مؤسس فرقتهم وطورهما حيث جعل الرواية للأخبار ريبة، وجعل الحق في اتباع المقاييس (٣)، وهو أول من قال بوجوب النظر (٤).


(١) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ٢٦١.
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٦٠.
(٣) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ٢٥٩.
(٤) المصدر السابق ٢٦١ والمقصود منه وجوب معرفة الله بالعقل حسب طريقة الفلاسفة.

<<  <   >  >>