للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تقف عند حد، وعلى كل وجه يصح لكل زائغ وكافر أن يستدل على زيغه وكفره حتى ينسب النحلة التي التزمها إلى الشريعة" (١).

ومع القطع بهذه الأمور وهي:

١ - أن الباطل له مسالك كثيرة.

٢ - أن العقل لا يمكن أن يحصر طرقه ومسالكه، ولا الاستقراء.

٣ - أنه يمكن أن تحدث مسالك للنظر جديدة لا عهد للسابقين بها (٢).

مع العلم بذلك كله إلّا أنه لا بد من محاولة لتحديد أخطر مسالكهم والتحذير منها، ومن أشدها فساداً:

١ - البناء على غير أصل والجهل بمقاصد الشرع.

٢ - عدم العلم بالعربية.

٣ - اتباع العقل، وتحكيم الأقيسة الفاسدة (٣).

المطلب الأول

البناء على غير أصل

وقع أهل الأهواء في هذا المسلك الفاسد لأنهم يجهلون مقاصد الشريعة، ولم يتلزموا منهج التلقي الذي علمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ورضيه لهم.

وكل من جهل مقاصد الشريعة وقواعد الدين وقع في هذا المسلك الذي اشتهر به أهل الأهواء.

وتقرير أحكام الشرع، والكلام في الدين لا يكون إلّا بأصل شرعي أو بالبناء عليه.


(١) الاعتصام ١/ ٢٨٥.
(٢) المصدر نفسه ١/ ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٣) الاعتصام ١/ ٢٢٤ - ٢٣١ - ٢٣٧ - ٢٣٩.

<<  <   >  >>