للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسوله ليعلم الناس الكتاب والحكمة، كما قال سبحانه وتعالى:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (١).

وقد أدى الرسول - عليه السلام - الأمانة فبينه وبلّغه بلاغًا مبينًا، فعرف أصحابه - عليه السلام - الحق والعلم والهدى، وهذه مهمة الأنبياء، فقد جاءوا بالبينات التي توضح الحق ويكون بها الحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، كما قال تعالي:

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} (٢).

وإذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم وهو أكرم الخلق على الله وأعظمهم عبادة له فذلك لأنه أعلم الخلق بالحق وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا، وأحرصهم على هداية العباد، وهذا يوجب أن يكون بيانه أكمل من بيان كل بشر" (٣). وقد بعثه ربه سبحانه بالكتاب والحكمة كما قال تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (٤).

والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة، وذلك مجموع الشرع


= عقلها وتعلّمها كما تعلمها الصحابة - رضوان الله عليهم -، وإذا فات العلم ببعض أدلتها بعض أهل العلم فإنه لا يفوت جميعهم.
(١) سورة النحل: آية ٤٤.
(٢) سورة البقرة: آية ٢١٣، وانظر درء تعارض العقل والنقل ٥/ ٢٥ لشيخ الإِسلام ابن تيمية تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم - الطبعة الأولى ١٣٩٩ هـ - جامعة الإِمام محمد بن سعود.
(٣) المصدر نفسه ١/ ٢٣ - ٢٤ - ٢٨ وانظر ٥/ ٣٧١.
(٤) سورة الجمعة: آية ٢.

<<  <   >  >>