وسُمِعَ حذف العائد على غير (أي) مع عدم طول الصلة، وهو قياس عند الكوفيين، وشاذ عند البصريين، وأنشدوا /٦٨/ ذلك قوله:[البسيط].
(مَنْ يُعنَ بالحمد لم يَنطق بِما سَفَهٌ ... ولا يَحْدْ عَنْ سبيل الحِلم والكرم)
يُعنَ: بضم الياء وفتح النون، مضارع عني بكذا بضم أوله وكسر ثانيه أي اعتنى به، و (بالحمد) أي بحصول الحمد، أي من رغب في حمد الناس له فلا يتكلم بالذي هو سفه، وهذا محل الاستشهاد، ويجوز أن يكون التقدير: بشيء هو سفهٌ، فتكون (ما) نكرة موصوفة، ويكون الحذف من الصفة لا من الصلة، ونظيره قوله [الكامل].
(أن يقتلوك فإن قتلَكَ لم يَكُنْ ... عارًا عليك ورب قتلٍ عارُ)
أي هو عار، بل معنى النكرة هنا أحسن، والأجود أن يستشهد بقراءة يحيى بن يعمر {تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ}، برفع أحسن، وأما قراءة رؤبة {مَا بَعُوضَةً} بالرفع، فجوز فيها الزمخشري، بل رجح أن تكون