إنما تستعمل زال وأخواتها ناقصة بعد نفي أو نهي أو دعاء، فشاهد النفي قوله:[الخفيف].
(ليس ينفك ذا غِنى واعتزازٍ ... كل ذي عِفَّةِ مُقِل قَنوعِ)
تنازع ليس وينفك في قوله:(كلُّ ذي عِفَّةٍ)، والأرجح أعمال الثاني لقربه، وليتخلص به من فصل العامل من معموله بجملة، وهو مخلص هنا من تقدم خبر ليس على اسمها، ومن ترجيح الجامد على المتصرف.
ويترجح عند الكوفي إعمال الأول لسبقه، وليتخلص به من الإضمار قبل الذكر، ولك أن تقول: لا تنازع بينهما، إمّا على أن في ليس ضمير الشأن، أو على أنها مهملة، حملاً على ما، والوجهان مذكوران في قولهم: ليس خلق الله مثله، وقول الشاعر:[البسيط].
(هي الشفاء لدائي لو ظفرتُ بها ... وليسّ منها شِفاءُ النفسِ مَبْذولُ)
وليس لك تقدير ضمير الشأن في (ينفك)، لأن خبره مفرد و"مقل وقنوع" صفتان لذي. وشاهد النهيُ قوله:[الخفيف] /١٠٩/.