وقد عدل الشارح عن هذا البيت الواضح واستدل بالبيت الثالث مع أنه لا يحسن مثالاً لما في النظم، لأن كلام الناظم في الحذف المقيس في النثر، ومتى كان الموصول الألف واللام كان الحذف ضرورة كما قدمنا.
وإعرابه (في المعقب) خبر مقدم، وما مبتدأ مؤخر، وهي موصولة أو موصوفة و (ينهَى) صلة أو صفة و (أل) في المعقب موصولة، و (معقب) صلة، وهو اسم فاعل من أعقب، وهو مما يتعدى إلى مفعولين، {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا}، و (البغي) فاعل: باسم الفاعل، و (أهل البغي) مفعول أول والمفعول الثاني هو العائد المحذوف، والأصل في المعقبةِ، ومعنى البيت في الذي أعقبه البغي أهل البغي من النكال وسؤ المال ما ينهي الرجل الحازم عن أن يسأم من سلوك طريق العدل والسداد، وتقدير الشارح ظلم أهل البغي مستغنى عنه، ويقال: سئمه وسئم منه {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}، وقال:[الطويل].
(سئمت تكاليف الحياة ومَنْ يعش ... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ)
والبيت الثاني واضح، وأتيح بمعنى قَدِّرَ.
مسألة [٤١]
يجوز حذف العائد المجرور بالإضافة إن كان المضاف وصفًا بمعنى