للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسألة [٤٧]

قد يخبر باسم الزمان عن الجُثَّة إذا كان اسم الجُثَّة على حذف مضاف، كقولهم: اليوم خمرٌ، أي: شرب خمر، والليلة الهلال، أي ظهوره أو رؤيته وقوله: [الرجز].

(أكلَّ عام نَعَمٌ تَحْوُونَهُ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وتَنْتَجونَهُ)

وهذا الرجز لبعض صبيان العرب يخاطب به من أغار على إبل لقومه، وبعده:

(أربابه نوكى فلا يحمونه ... ولا يُلاقون طِعانًا دونَهُ)

(أنعم الأبناء تحسبونه ... هيهاتَ هيهاتَ لما ترجونَهُ)

الهمزة للاستفهام الإنكاري، و (كل) ظرف زمان خبر مقدمٌ، و (نَعَمٌ) مبتدأ مؤخر، وتقدير: نهب نعم، أو: إحراز نعم والأحسن أن يكون (نَعَمٌ) فاعلاً بالظرف لاعتماده، فلا مبتدأ ولا خبر، ومع هذا فلابد من التقدير أيضًا، لأنه لأجل /٨٦/ المعنى لا لأجل المبتدأ، إذ الذي يحكم له بالاستقرار هو الأفعال لا الذوات.

وأكثر ما يطلق (النعم) على الإبل، ويطلق أيضًا على ما ينطلق عليه الأنعام، وهو الإبل والبقر والغنم، ومنه: {فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ}، وهو مذكر بدليل (يحكم به) في الآية، و (تحوونه) في البيت وما بعده في الأبيات، ويجوز تأنيثه.

<<  <   >  >>