وأما البيت الرابع فإنه لأبي أسيدة الدبيري, وقبله:
(إنَّ لنا شيخين لا ينفعاننا ... غنيين لا يُجدي علينا غناهما)
وقوله: (إن) بتقدير لأن, وقوله: (يَسَّرت) بياء مفتوحة وسين مهملة مفتوحة, معناه: كثرت ألبانها, ونسلها, ورجل مُيسِر, بكسر السنين خلاف /٢٦٠ (٢٣٠) / المجنِب, بكسر النون, من قولهم: جُنَّب القوم, إذا قلَّت ألبانُ إبلهم. وثنى (الغنم) كما جاء في الحديث: «مثل المنافقِ كمثلِ الشاةِ العائرة بين الغنمين». و (العائرة) بالمهملتين, التي تخرج من غنم إلى أخرى, ليضربَها الفحل.
وأما البيت الخامس فإنه يروى برفعِ (ربع) ونصبه, فمَنْ رفعَ جعله فاعل (شجاك) , و (أظن) ملغاة, ومَنْ نصبَ جعلَه مفعولاً أولاً لا ظنّ. وجملة (شجاك مفعولاً ثانياً مقدَّماً, وفاعله ضمير مستتر راجع إلى الربع, لأنه مؤخر لفظاً مقدَّم تقديراً, إذ أصله التقدم على (شجاك).
مسألة [١١٩]
إذا تقدَّم الفعل القلبي على مفعوليه لم يَجُزَّ إلغاؤه, وموهم ذلك محمول على جعل المفعول الأول ضميرَ شأنٍ محذوفاً, والجملة المذكورة مفعولاً ثانياً, أو على أنَّ الفعلَ معلَّقٌ بلام ابتداء مقدَّرة, كما تعلْق بها مظهره, ومثال ذلك قوله: [الكامل]
(فعبرتُ بعدَهُمُ بعيشٍ ناصبٍ ... وإخالُ إنّي لاحِقٌ مستتبَعُ)