قد تطلق (مَنْ) على ما لا يعقل، إذا عومل معاملة العاقل، كقوله:[الطويل].
(بكيتُ إلى سرب القطا إذ مررن بي ... فقلتُ ومثلي بالبكاءِ جدير)
(أسربَ القطا هل من يُعير جناحَهَ ... لعلي إلى مَنْ قد هَويتُ أطيرُ)
وهذا الشعر للعباس بن الأحنف، وبعد البيتين:
(فجاوبني من فوق غُصْن أراكة ... ألا كلُّنا يا مستعيرُ مُعيرُ)
(وأي قطاةِ لم تُعْرِكَ جناحَهَا ... فعادَتْ ببؤسٍ والجناحُ كسيرُ)
(الشرب) بالكسر: القطيع من القطا والظباء والشاء والحمر والبقر والجماعة من النساء، ابن الأعرابي: يقع على الماشية كلها، ومثله السرية، والعوام يقولونها بالصاد.
والشاهد في قوله: هل من يعير، فإنه أطلق (مَنْ) على جماعة القطا لما نزلها منزلة العقلاء، إذ ناداها، ويروى: