يقول: أن رهط جرير كالقنافذ لمشيهم في الليل للسرقة والفجور، وأن أبا جرير هو الذي عودهم ذلك.
وللأخطل شعر يهجو به جريرًا وقومه يشبه هذا، وهو:[البسيط].
(أمّا كليبُ بنُ يربوع فليس لها ... عِنْدَ التفاخُر إيرادٌ ولا صَدَرُ)
(مُخلفون ويقضي الناس أمرهُمُ ... وهم بغيبٍ وفي عمياء ما شعروا)
(مثلُ القنافذِ هدّاجون قد بَلَغَتْ ... نجرانَ أو بَلَغَتْ سواتِهم هَجَرُ)
وفي هذا البيت دليل على قلب الإعراب لأمن الإلباس، إذ الأصل أن يرفع السوءات وينصب (هجر)
ووجه الدليل من البيت أن (عطية) اسم كان و (عوّد) خبرها، و (إياهم) مفعول (عوّد)، وقد ولي كان.
والجواب: إنا لا نسلم أن (كان) ناقصة، بل زائدة لا اسم لها ولا خبر.
سلمنا أنها ناقصة لكن لا نسلم أن (عطية) اسمها، بل اسمها مستتر فيها، راجع إما إلى (ما)، لأنها اسم موصول، أي بسبب الأمر الذي كان هو عطية عودهم إياه، أو إلى الجملة بعدها على أنه ضمير الشأنِ والحديثِ.
وعلى الأوجه الثلاثة، فعطية عودَ مبتدأ وخبرٌ، واعترض بأن الخبر الفعلي لا يسبق المبتدأ فكذا معموله.