للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما البيت الخامس فإنه للنمر بن تولب. والمعنى: يا عاذلة قولي ما أحببت فرجعي لَوْمَكِ إياي، فإني أرى ذنوبي عندك كثيرةً.

وفيه إعمال (أرى) مع التوسط بين المفعولين، وزيادة (أمسى)، والإخبار بفعيل عن الجمع، إلا أن قدّر أن الأصل شيئًَا كثيرًا. وبعده:

(فلن تنطقي حقًا ولستِ بأهله ... فقبّحتِ مما قائل وخطيبِ)

(وحثت على جَمْع ومَنْع ونفسها ... لها في صروف الدهْرِ حَق كذوبِ)

(وكأينْ رأيتُ من كريم مُرَزَّأ ... أخي ثقةٍ طلقِ اليدينِ وهوبِ)

(شَهِدْتِ وفاتوني وكنت حسبتني ... فقيرًا إلى أن يشهدوا وتغيبي)

(أعاذل إن يُصبحْ صداي بقَفْزَةٍ ... بعيدًا جفاني ناصري وقريبي)

(تَرَى أن ما أبقيتُ لم أكُ ربَّهُ ... وإن الذي أمضيْتُ كان نصيبي)

(وذي إبل يَسْعَى ويحسِبُها له ... أخي نَصَبٍ في جَمْعِها لدؤوب)

(غَدَتْ وعدا ربُّ سواه يَسُوقُها ... ويُدِّلَ أحجارًا وحالَ قليبِ)

قوله (مما قائل) من لبيان الجنس، وما زائدة كزيادتها في {مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ}، وفي قوله: (وحثت) التفات، وقوله: (فلن تَنْطفي) متصل بقوله: (قولي وقوله حق كذوب) صفة لمحذوف، أي: كذوب حق كذوب، وفعول بمعنى فاعل، يستوي فيه الذكر والأنثى، و (كأين) بمعنى كثير لغة في (كأي) وبها قرأ ابن كثير. و (من كريم) تمييز لكأين،

<<  <   >  >>