وأجيب: بأن حذف النون الساكنة للضرورة ثابت بدليل قوله: [الطويل].
(فلستٌ بآتيةِ ولا أستطيعُه ... ولَكِ أسقني إنْ ماؤكَ ذا فَضْلِ)
وقال ابن مالك: لا ضرورة في ذلك، إذ كان يمكن أن يُقال في الأول:
(فإن تكن المرآة أخفَتْ وَسَامةً)
وفي الثاني:
(إذا لم يكن من همة المرء ما نوى)
وفي الثالث:
(لم يكن حق سوى)
وهذا مبني على تفسيره للضرورة، وقد مضى ردّه.
و (الوَسامة) بالفتح: الحُسْنُ. و (الرتائم) بفتح الراء وبالمثناة من فوق، جمع (رتيمة) كصيحفة: خيط يشد في الأصبع ليتذكرّ به الحاجة.
وأنشد الجوهري البيت:
(إذا لم تكن حاجاتنا في نُفوسكُم ... فليسَ بمُغْن عنك عقد الرتائم)
وفيه التفات من التكلم إلى الخطاب، ورجوع عن الجمع إلى الإفراد، على أنه لم يرد بالجمع، وبالخطاب إلا نفسه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute